تهللت أسارير الطفل وتناول الدنانير الخمسة وابتسم ابتسامة الرضا والسرور ودسها في جيبه .. ونسيت من يومها هذا الموقف مع ذاك الصبي .. قال الرجل : فأنا يا عم ذاك الصبي .. ولولا تلك الدنانير الزهيدة لما أصبحت اليوم بروفيسوراً في أكبر مستشفى بالجزائر .. وها قد التقينا بعد أن منَّ الله علي بأعلى المراتب في أنبل وأشرف المهن .. فقد افترقنا سنة 1964 وها نحن نلتقي سنة 1994 بعد 30 سنة بالتمام والكمال ..!! والحمد لله أن قدرني لأرد لك بعض الجميل .. يا عم الدنانير الخمسة التي أعطيتها لي صنعت مني بروفيسوراً في الطب .. يا عم والله لو أعطاني أحد كنوز الدنيا لما فرحت بها الآن كفرحي يومها بتلك الدنانير الزهيدة .. يا عم أفضالك عليَّ كبيرة .. والله مهما فعلت فلن أرد لك الجميل .. فأسأل الله أن يجازيك خير الجزاء .. فأكثروا إخواني من فعل الخير ، ومساعدة الآخرين ، والصدقة ، ولو بالقليل ففيها من البركة والخير الكثير في الدنيا ، والأجر الكبير في الآخرة . راقت لي فأحببت أن تشاركوني ..
قصة وعبرة: قصة حقيقية رائعة ومؤثرة جداً في فعل الخير .. .......................... يقول أحد الشيوخ : في سنة 1994 ، مَرضتْ ابنتي ، وكان عمرها أربعة عشر عاماً ، فوجهني الأطباء لنقلها إلى مستشفى عين النعجة بالجزائر العاصمة .. اتكلت على الله وسافرت إلى العاصمة .. وصلت إلى المستشفى .. سألت عن الجناح المقصود ، فوجدته بعيداً ، ولم أكن أعلم أن المستشفى كبير لهذه الدرجة ، مدينة طبية متكاملة يسير فيها الراكب بسيارته ، فكيف بشيخ مثلي ..!؟ مشيت قليلاً ، ولم أجد من يساعدني .. فتَعَبَ الشيخوخة ، وتَعَبَ السفر ، وتَعَبَ الحاجة ، وتَعَبَ المرض الذي ألَمَّ بابنتي .. جميعها ابتلاءات أرهقتني .. جلست لأستريح في مكان مخصص لركن السيارات ..!! وكُنت بين الفينة والأخرى أذرف الدمع ، وأتوارى عن ابنتي وعن الناس كي لا يرونني باكياً .. وبينما أنا كذلك ، وإذا بسيارة فاخرة تركن بجواري ، خرج منها شاب طويل القامة بهي المُحَيَّا ، يرتدي مئزراً أبيضاً ، شارته ( بطاقته المهنية ) تتدلى على صدره .. ثم توجه نحوي .. وسألني عن حاجتي ، فخنقتني العبرات ولم أقدر على الكلام .. سألني : يا عم هل معك رسالة طبية ..؟ أعطني بطاقة هويتك .. يقول الشيخ : لمّا سَلَّمْتُ البطاقة للشاب ، راح يتأملني من رأسي إلى أخمص قدمي ، وقد بدت عليه علامات الدهشة والاستغراب ..!! ثم أرسل تنهيدة من أعماق جوفه ، وجلس بجانبي وراح يتفرس في ملامحي تارة ، ويُقَبِّلُ جبيني تارة أخرى ، ولم يتمالك نفسه وذرفت عيناه ..!! سألته : ما بك يا ولدي ..!؟ هل أصابك مكروه لا قدّر الله ..!؟ قال : لا .. وإنما أشفقت لحالك ، ثم حَمَلَ ابنتي بين يديه ، وقال : تعال يا عم معي .. دخل الشاب أروقة جناح طبي متخصص ، ووَضَعَ الطفلة على كرسي متحرك ، وأخذ يأمر وينهي ، والكل يُحيّيه تحية تقدير واحترام ويتودد إليه .. يبدو أنه صاحب مكانة وشأن في هذا المستشفى .. وراح يطوف بالبنت بين قاعة الاستعجالات ، ومخبر التحاليل ، وجناح التصوير بالأشعة ، وقسم التخدير والإنعاش ، والجراحة العامة .. وفي حدود الساعة الرابعة صباحاً كانت البنت قد أُجريت لها عملية جراحة ناجحة واستعادت وعيها ..!! حمدتُ الله وشكرتُ الشاب الذي كان لي ظهيراً وسنداً ومعيناً .. قلت له : سيبقى خيرك يطوق عنقي ما حييت .. فقد كان كل مَن في المستشفى يخدمني خدمة استغربتُ من مستواها الراقي جداً ، ولم أسمع بها سوى في مستشفيات الدول المتقدمة في هذا المجال ..!! وبعد ثلاثة أيام ، أمرني الطبيب الذي أجرى العملية الجراحية لابنتي بمغادرة المستشفى .. فطلب مني صاحبي الذي التقيته أول يوم أن تمكث الطفلة في بيته أسبوعاً آخر حتى تسترد عافيتها ، وتستكمل نقاهتها ، لأن السفر متعب والمسافة بعيدة ..!! استحييت من كرمه وخيره ، لكني استجبت له .. ومكثت في ضيافته سَبع ليالٍ ، وكانت زوجته تخدم ابنتي ، وكان هو وأولاده يترفقون بي وبابنتي ، ويعاملونني بمنتهى الرقة واللطف والأدب .. وفي الليلة السابعة ، لمّا وضعوا الطعام على المائدة ، وتحلقوا للعَشاء ، امتنعت عن الطعام ، وبقيت صامتاً لا أتكلم ، قال لي الرجل : كُلْ يا عم .. كُلْ .. ما ألمَّ بك ..!؟ قلت وبصوت مرتفع ونبرة حادة : والله لن أذوق لكم طعاماً إلا إذا أخبرتموني مَن أنتم ..؟ ومَن تكونون ..؟ أنتَ تخدمني طوال أسبوع كامل ، وأنا لا أعرفك .. تخدمني وتُبالغ في إكرامي ..!! وأنا لم ألتقي بك سوى مرة واحدة في المستشفى ..!! مَن أنت ..!؟ قال : يا عم كُلْ .. هيا كُلْ وبعد العشاء أخبرك .. قلت: والله لن تدخل فمي لقمة واحدة ، ولن آكل طعامك إنْ لم تخبرني من أنت ؟ ومن تكون؟ حاول الرجل التهرب من الجواب لكنه وأمام إصراري .. أطرق برأسه قليلاً .. ثم قال بنبرة خافتة : يا عم إن كنتَ تَذْكُر .. فأنا ذاك الطفل الذي أعطيته خمسة دنانير سنة 1964 عندما كنتُ أجلس خلفك في الحافلة .. أنا ابن فلان ابن فلان .. قلت : آه تذكرت .. أنت ابن فلان من قريتنا ..!! نعم .. نعم .. لقد تذكرت .. يومها كنت في الحافلة متجهاً من قريتنا الفلاحية إلى إحدى المدن القريبة ، وكان يجلس خلفي صبيان عمرهما لا يتجاوز ، على ما يبدو ، سبعة أعوام ، سمعت أحدهما يحدث الآخر قائلاً له : هذا العام شحت السماء ، والخريف يوشك أن ينصرم ، والأرض لا تُنبت شيئاً ، وأبي فلاح فقير ليس بيده ما ينفقه عليَّ ، ولذلك فأنا مضطر لترك مقاعد الدراسة هذا العام ..!! لمّا سمعت الطفلان يتحدثان عن الفقر والحرمان بهذا الوعي الذي لا يدركه إلا الكبار ، تأثرت وضاقت عليَّ الأرض بما رحبت ..!! وعلى الفور .. أخرجت من جيبي خمسة دنانير ونَاولتها للصبي ، وقلتُ له : خذ هذه الدنانير ، والمبلغ آنذاك يفي لشراء الأدوات المدرسية كلها .. رَفَضَ الصبي أخذ الدنانير ، فقلت له : ولماذا يا ولدي ..!؟ قال : ربما يظن أبي أني سرقتها ؟ قلت : قل له فلان بن فلان أعطاني إيّاها لشراء الأدوات المدرسية ، فإن أباك يعرفني تمام المعرفة ..
العقل الباطن! يُحكى أن فلاحاً زار أحد فلاسفة الرومان في بيته، وصادف وقت مجيئه وقت غذاء الفيلسوف، فأصرَّ على ضيفه أن يجلس معه على مائدة الغذاء... لبَّى الفلاحُ دعوة صاحب البيت، وعندما تناول طبق الحساء بين يديه رأى فيه أفعى صغيرة، ولكنه رغم هذا أكل ما في الطبق لأنه كَرِه أن يحرج الفيلسوف! عاد الفلاح إلى بيته، ولم ينم ليلته تلك من وجع بطنه، وقال في نفسه: هذا أثر السُّم وفي الصباح الباكر قصد بيت الفيلسوف عله يجد دواء لما ألمَّ به، وكم كانت دهشته عظيمة عندما أخبره الفيلسوف أنه لم يكن في الطبق أية أفعى، وإنما هذا إنعكاس رسمة على السقف في الطبق، وإصطحبه إلى غرفة الطعام، وسكب له طبقاً وقال: أنظر جيداً أيوجد أفعى؟ قال الفلاح: لا عندها وضع الفيلسوف الطبق تحت الرسمة التي في السقف مباشرة، وإنعكست صورة الأفعى فيه، ثم قال: الأفعى توجد في عقلك فقط! الغريب أن الألم في بطن الفلاح زال فور معرفته بالحقيقة! * يقول إبن سينا: الوهم نصف الداء، والإطمئنان نصف الدواء، والصبر أول خطوات الشفاء
يُحكى أن قطّاً ، أدركه الهرم ... فأصبح يؤثر الكسل على أي عمل مفيد ، فبات عبئاً على بني قومه .. فنبذوه لكثرة كلامه بلا علم ، وكثرة أكله بلا عمل ... سخط الهر ، فلجأ إلى كلب يناصب قومه العداء ، شاكياً له تنكّر قومه وضجرهم منه وزهدهم فيه ، راجياً منه أن يشفي غليله منهم ... وجد الكلب فرصته الذهبية ، ليحقق مبتغاه ... فحشد أقرانه وجعل الهر في مقدّمهم ليرشدهم إلى مواقع القطط ، فأغاروا عليها وجعلوا شذر مذر وشرّدوا أهلها ... وقف القط العجوز منتشياً فوق الأطلال المدمّرة ، وهز ذيله مسروراً بانتصار الكلاب على بني قومه ، وألقى قصيدة عصماء يشكر فيها كبير الكلاب على إعادته سيّداً مُبّجلاً لوطنه ... اقترب منه كبير الكلاب ، ولطمه لطمةً رمته أرضاً بين الحياة والموت ... وقال له هازئاً : - أيها المغفل ، إن وطناً طردتك منه القطط ، أتبقيك فيه الكلاب ؟!! لو علم فيك قومك خيراً ، ما نبذوك .. ولو كان فيك شيء من الوفاء ، ما كشفت لنا ظهر قومك .. ولو كنت ذا بأس ، ما لجأت إلينا .. أيها التعس .. أوَ بَلَغَ بك ظنّك الأحمق أن الكلاب تُنشئ جمعيات خيرية
فيما كان يطوف في السوق، إذ مرّت به امرأة تحمل فوق رأسها جرّةً من فخّارٍ قديم. فقال لها: ماذا تبيعين يا امرأة؟ قالت: أبيع السمن! فطلب أن يُعاين البضاعة بنفسه ويراها بعينيه. وبينما هي تُنزل جرّة السّمن من فوق رأسها، إذ وقعَ منها بعض السمن على ثيابه! هنا غضب الرجل غضباً شديداً وهدّد وتوعّد، ثم قال لها: أعطيني ثمن الثوب الذي أفسدته يا امرأة!! اعتذرت منه المسكينةُ ولكن دونما جدوى. هنا سألته عن ثمن الثوب فقال لها: 1000 درهم! فقالت له: ومن أين لي بألف درهمٍ ياسيدي؟! ارحمني ولا تفضحني. وبينما هو يتهدد ويتوعد، إذ أقبل شابٌ عليه ملامح الوقار، فسأل المرأة عن شأنها!! فقصّت عليه الأمر وبيّنته. قال الفتى للرجلِ أنا أدفع لك ثمن الثوب، وأخرج ألف درهم وبدأ يعدّها على العلن وأعطاها للرجل. أخذ النقود وهمّ بالرحيل، ولكن الشاب استوقفه وسأله من جديد:هل أخذت ثمن الثوب؟ أجاب نعم. قال الشاب: فأعطني الثوب؟ قال الرجل: ولم !؟ قال الشاب: أعطيناك ثمنه فأعطنا ثوبنا!! قال الرجل: و أسير عارياً!؟ قال الشاب: وما شأني أنا!! قال الرجل: وإن لم أعطك الثوب؟ قال: تعطينا ثمنه. قال الرجل: تقصدُ 1000 درهم؟ قال الشاب: لا، بل الثمن الذي نطلبه؟! قال له الرجل: ولكنك دفعت لي ألف درهم منذ قليل!! فقال الشاب: والآن أريد ثمنه 2000 درهم. فقال له الرجل: ولكنّ هذا كثير!! قال الشاب: فأعطنا ثوبناااا قال الرجل: أتريد أن تفضحني! قال الشاب: كما كنت تريد أن تفضح المرأة المسكينة!!! فقال الرجل: هذا ظلم! قال الشاب: الآن نتكلم عن الظلم؟!! وما قمت به ألا يسمّى ظلماً (بل هو عين الظلم). خجل الرجل من فعلته، ودفع المال للشاب كما طلب. ومن فوره أعلن الشاب على الملأ أن المال هديةٌ للمرأة المسكينة. نعم يا إخوتي .. فإدارة النزاعات تتطلب حكمة وتضحية. ألا ليتَ كل ظالمٍ يفكر للحظةٍ أنه لو دارت عليه الدنيا وصار في مكان المظلوم يوماً فكيف سيكون حاله
لنتأمل قليلاً. صفع المعلم أحد التلاميذ بقوة قائلا له : لماذا لم تكتب الدرس؟ فأجابه الطالب بهدوء : أستاذي !! لم أقتنع بما قرأت !! قال الأستاذ: ولماذا لم تقتنع ؟! فرد الطالب : لأنني لم ألتمس حقيقة ما كُتب في الكتاب -- قال الأستاذ : كيف ذلك ؟ أجاب الطالب : استاذي الكتاب يقول -- بلدي بلد غني ولكن بيتنا من طين و لباسي ومحفظتي وكل ادواتي المدرسية و حتى كتبي من الجمعية الخيرية . والكتاب يقول : بلدي بلد النفط والغاز. ولكنه ليس لدينا غاز نطبخ عليه ولا نفط ، ولازالت أمي تطبخ على الحطب والكتاب يقول بلدي بلد الخيرات ، ولكني لم أرى ان الخير آت ، بل أراه سافر مبتعدآ في جيوب الآخرين . والكتاب يقول بلدي مهد البطولات والحضارات -.وسؤال في نفسي يجول ؟! لماذا يبقى بلدي بالمهد وغيره يكبر -- وكذلك الكتاب يقول : ابناء وطني متساوون في الحقوق والواجبات -- لكني لم أأخذ حقي كإنسان أو كمواطن من مواطني هذا البلد سيدي !!! انا لا أحب أن أكذب على نفسي ، لهذا لم أكتب واجبي يا أستاذ (لم أقتنع بما قرأت )