قصة و عبرة:

يحكى أن غابة تعرضت لحريق كبير ، فهربت الحيوانات خارجها ومن تلك الحيوانات كانت أفعى تحاول الزحف بأسرع ما يمكنها لعل وعسى نجت من النار.. وأثناء هروبها وحال خروجها من الغابة مرهقة مصابة بالعطش نظرت فوجدت فأراً.

في تلك اللحظة خشي الفأر على نفسه منها ، فأراد الهرب فنادته وقال :  لا تهرب أيها الفأر ، فإنني نجوت الآن ولن أقتلك بعد هذا الخوف الذي رأيته.

توقف الفأر وقال لها :  لم أفهم. قالت له :  أنا عطشى وأريد أن أكون صديقتك منذ الآن ، فقط اسقني الماء. قال لها الفأر الحقيني.

مشى الفأر ومن خلفه الأفعى تزحف متعبة ومصابة بالعطش ... حتى وصلا إلى بيت كان قد أعده وتعب عليه لفترة طويلة فدخل وخرج ومعه بعض الماء ليسقيها منه.

شربت الأفعى حتى ارتوت .. ثم قالت له :  أريد النوم ، هل من مكان هادىء؟ فأجاب الفأر الطيب  ادخلي إلى بيتي فهو معد بعناية.

دخلت الأفعى ونامت واستيقظت بعد ساعات مستعيدة عافيتها كاملة فنظرت إلى الفأر فوجدته في البيت وقالت  اسمع ، أنا أعقد اتفاق معك على أن أعيش هنا فلا نعتدي على بعضنا ونعيش براحة وأمن وسلام.

أجاب الفأر متردداً  نعم .. نعم .. أنا موافق.

بعد دقائق وبعد أن جالت الأفعى في بيتها الجديد حسب ما وصفته ، قال لها الفأر أنا ذاهب لإحضار بعض الطعام فقالت له :  لا تتأخر!

وصل الفأر باب بيته وعندها التفت إلى الأفعى وقال  وداعاً إلى الأبد مبارك عليك بيتي ، حياتي أهم. فنادته الأفعى  لماذا تشك بي؟.

فأجابها  هذا اتفاق بين قوي وضعيف ، ليس لي فيه حول ولا قوة بل إنني وافقت عليه خوفاً على حياتي والآن أنجو بها.

الحكمة :

ليست كل الاتفاقيات تضمن حقوقنا ، ويجب أن نكون أذكياء فإن كان الاتفاق لا يحمينا علينا الهرب إلى اتفاق أخر يحمينا أو مكان يضمن حقنا.
رسائل قصص وعبر

قصة و عبرة: يحكى أن غابة تعرضت لحريق كبير ، فهربت الحيوانات خارجها ومن تلك الحيوانات كانت أفعى تحاول الزحف بأسرع ما يمكنها لعل وعسى نجت من النار.. وأثناء هروبها وحال خروجها من الغابة مرهقة مصابة بالعطش نظرت فوجدت فأراً. في تلك اللحظة خشي الفأر على نفسه منها ، فأراد الهرب فنادته وقال : لا تهرب أيها الفأر ، فإنني نجوت الآن ولن أقتلك بعد هذا الخوف الذي رأيته. توقف الفأر وقال لها : لم أفهم. قالت له : أنا عطشى وأريد أن أكون صديقتك منذ الآن ، فقط اسقني الماء. قال لها الفأر الحقيني. مشى الفأر ومن خلفه الأفعى تزحف متعبة ومصابة بالعطش ... حتى وصلا إلى بيت كان قد أعده وتعب عليه لفترة طويلة فدخل وخرج ومعه بعض الماء ليسقيها منه. شربت الأفعى حتى ارتوت .. ثم قالت له : أريد النوم ، هل من مكان هادىء؟ فأجاب الفأر الطيب ادخلي إلى بيتي فهو معد بعناية. دخلت الأفعى ونامت واستيقظت بعد ساعات مستعيدة عافيتها كاملة فنظرت إلى الفأر فوجدته في البيت وقالت اسمع ، أنا أعقد اتفاق معك على أن أعيش هنا فلا نعتدي على بعضنا ونعيش براحة وأمن وسلام. أجاب الفأر متردداً نعم .. نعم .. أنا موافق. بعد دقائق وبعد أن جالت الأفعى في بيتها الجديد حسب ما وصفته ، قال لها الفأر أنا ذاهب لإحضار بعض الطعام فقالت له : لا تتأخر! وصل الفأر باب بيته وعندها التفت إلى الأفعى وقال وداعاً إلى الأبد مبارك عليك بيتي ، حياتي أهم. فنادته الأفعى لماذا تشك بي؟. فأجابها هذا اتفاق بين قوي وضعيف ، ليس لي فيه حول ولا قوة بل إنني وافقت عليه خوفاً على حياتي والآن أنجو بها. الحكمة : ليست كل الاتفاقيات تضمن حقوقنا ، ويجب أن نكون أذكياء فإن كان الاتفاق لا يحمينا علينا الهرب إلى اتفاق أخر يحمينا أو مكان يضمن حقنا.

تم النسخ
المزيد من حالات قصص وعبر

     يُحكى أنّه كان هناك شاب، عرف أن رجلًا حكيمًا يعيش فوق جبل بعيد، فرغب بشدّه أن يذهب إليه؛ ليتعلّم منه كيف يتحكّم في أعصابه.   فسافر إليه، ووصل إلى منزله بعد مشقة شديدة، وبلهفة أخذ يطرق الباب، وبعد وقت طويل فتحت سيدة عجوز الباب، وطلبت منه أن ينتظر حتى تُخبر الحكيم، وظل الشاب منتظرًا خارج الباب ثلاث ساعات، وبدأ يشعر بغضب شديد، وفجأة فُتح الباب مرة ثانية، وطلبت منه السيدة أن يتفضّل بالدخول، وأخبرته أن الحكيم سيقابله حالا، لكن الحكيم لم يحضر إلا بعد مرور ساعة، وكان الشاب قد وصل إلى قمّة الغضب!   تقدّم الحكيم للشاب، وجلس بجانبه، وبهدوء شديد سأله: هل تُحب أن تشرب شايًا؟ فقال الشاب بغضب: تركتني كلّ هذا الوقت انتظر مقابلتك، ثم بهدوء تسألني إن كنت أريد شايا! فقال له الحكيم مرة أخرى: أتُحب أن تشرب شايا؟ فلمّا رآه الشاب مصرًا، قال له: هات الشاي. فأحضرت له السيدة الشاي في إبريق كبير، فقال الحكيم: أتُحبّ أن أصبّ لك الشاي؟ قال الشاب بغيظ: تفضّل، فأخذ الحكيم يصبّ الشاي، واستمرّ بصبّه حتى خرج من الفنجان، وسال على الطاولة كلها. فانفجر الشاب غاضبًا، ووقف وقال: ما الذي تفعله معي، هل أنت مجنون؟! فنظر إليه الحكيم، وقال: انتهى الاجتماع اليوم، تعال إليّ عندما يكون فنجانك فارغًا. ثم تركه وذهب. فبدأ الشاب يدرك أن هناك مغزى من تصرفات الحكيم لم يدركها، وقال في نفسه: لقد بذلت جهدًا كبيرا لأصل إليه، لابدّ أن أتعلّم منه، وأغير أسلوب تعاملي معه. فلحق بالحكيم وقال: أعتذر بشده عن غضبي، لقد جئت إليك من مكان بعيد، من فضلك علمني شيئا مفيدا. فردّ عليه الحكيم: لكي تستطيع العيش في الدنيا بطريقة إيجابية، عليك أن تلاحظ فنجانك، قال الشاب: ما معنى ذلك؟ قال الحكيم: عندما تركتك تنتظر خارج البيت ثلاث ساعات كيف كان شعورك؟ - في البداية كنت سعيدًا، لأنّي سأقابلك أخيرًا، ثم مع طول الانتظار بدأت أغضب شيئًا فشيئًا. - وكيف كان شعورك عندما تركتك تنتظر ساعة أخرى داخل المنزل؟ - غضبت أكثر. - وعندما صببت الشاي في الفنجان، هل من الممكن أن نصب في الفنجان قدرًا أكبر من حجمه؟ - لا. - إذن ماذا حدث عندما استمرّ صبّ الشاي في الفنجان؟ - سال الشاي على الطاولة كلها. - وهذا بالضبط ما حدث لمشاعرك، جئت إلينا بفنجان فارغ، فملأناه إلى أن بدأ يطفح، وهذا يسبب لك أمراضًا، فلو أردت أن تعيش سعيدًا في حياتك فعليك أن تلاحظ فنجانك، ولا تسمح لأحد بإن يملأه لك بغير إذنك. - فهمت الآن، وسأحرص أن يكون فنجاني فارغا، واملأه بمشاعر إيجابية متزنة، تساعدني على أن أعيش حياة أفضل. قال الحكيم: ما دمت قد تعلمّت فسننهي الاجتماع، والآن ادفع لي حسابي ألف دولار. نظر إليه الشاب مشدوهًا، وامتلأ فنجانه مرة ثانية.

#قصة_وعبرة ﻋﻤﺮﻩ 19 ﺳﻨﻪ - ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﺑﺘﻬﻤﺔ ﺍﻧﻪ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺃﻥ ﻳﺨﺘﺮﻕ ﺍﻟﻤﺨﺎﺑﺮﺍﺕ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻭ ﺳﺮﻕ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺮﺍﺭ ﻭ ﻛﺎﻥ ﻳﻠﻘﺐ ﺑﺎﻟﺜﻌﻠﺐ ﻟﺪﻫﺎﺋﻪ ! ﻭﺍﻟﺪﻩ ﺭﺟﻞ ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻦ ﻳﻌﻴﺶ ﻟﻮﺣﺪﻩ ﻳﺮﻏﺐ ﺃﻥ ﻳﺰﺭﻉ ﺍﻟﺒﻄﺂﻃﺲ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﻘﺔ ﻣﻨﺰﻟﻪ ﻭ ﻟﻜﻨﻪ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻟﻜﺒﺮ ﺳﻨﻪ ﻓﺎﺭﺳﻞ ﻻﺑﻨﻪ ﺍﻟﻤﺴﺠﻮﻥ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺗﻘﻮﻝ : ﺇﺑﻨﻲ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ ، ﺗﻤﻨﻴﺖ ﺍﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻌﻲ ﻟﺘﺴﺂﻋﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﺣﺮﺙ ﺍﻟﺤﺪﻳﻘﺔ ﻟﻜﻲ ﺃﺯﺭﻉ ﺍﻟﺒﻄﺎﻃﺲ .. ﻓﻠﻴﺲ ﻋﻨﺪﻱ ﻣﻦ ﻳﺴﺎﻋﺪﻧﻲ ﻭ ﺑﻌﺪ ﻓﺘﺮﺓ ﺍﺳﺘﻠﻢ ﺍﻷﺏ ﺭﺳﺂﻟﺔ ﻣﻦ ﺍﺑﻨﻪ ﺗﻘﻮﻝ : ﺍِﺑﻲ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ، ﺍﺭﺟﻮﻙ ﺍِﻳﺎﻙ ﺍﻥ ﺗﺤﺮﺙ ﺍﻟﺤﺪﻳﻘﻪ ﻻﻧﻲ ﺍﺧﻔﻴﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻬﻤﺎ، ﻋﻨﺪما ﺃﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﺂﻟﻤﻌﺘﻘﻞ ﺳﺄﺧﺒﺮﻙ ﻣﺎ ﻫﻮ ( ﺍﺑﻨﻚ ♡ ) ﻟﻢ ﺗﻤﺾ ﺳﺂﻋﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺳﺂﻟﻪ ﻭ ﺇﺫ ﺑﺮﺟﺂﻝ ﺍﻹﺳﺘﺨﺒﺎﺭﺁﺕ ﻭ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﻳﺤﺂﺻﺮﻭﻥ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻭ ﻳﺤﻔﺮﻭﻥ ﺍﻷﺭﺽ ﺷﺒﺮﺍ ﺷﺒﺮﺍ ﻓﻠﻢ ﻳﺠﺪﻭﺍ ﺷﻴﺌﺎ ﻭ ﻏﺂﺩﺭﻭﺍ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻭﺻﻠﺖ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻟﻸﺏ ﻣﻦ ﺍﺑﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﺂﻟﻲ : ﺍﺑﻲ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ .. ﺍﺭ ﺟﻮ ﺍﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻻﺭﺽ ﻗﺪ ﺣُﺮﺛﺖ ﺑﺸﻜﻞ ﺟﻴﺪ ﻓﻬﺬﺍ ﻣﺂ ﺍﺳﺘﻄﻌﺖ ﺃﻥ ﺃﺳﺂﻋﺪﻙ ﺑﻪ ﻭ ﺇﺫﺍ ﺍﺣﺘﺠﺖ ﻟﺸﻲﺀ ﺂﺧﺮ ﺃﺧﺒﺮﻧﻲ   .. العبرة إذا استخدمت فكرت بذكاء في حل المشكلات فستوفر الكثير من الوقت والجهد

كان أخي الأصغر مهووساً بكتب الفلسفة حتى باتَ يتحدّث بطريقةٍ فلسفية مزعجة وعلى سبيل المثال: .إذا أراد الطعام قال لأمه: الجوع كافر وأنتِ الإيمان يا بنتَ الأكابر..❦ .وإذا أراد النقود يقول لأبيه: يـ بنَ جدّي هل أمسيتَ فقيراً أم أنّكَ تستلذُّ بفقري..❦ .وإذا أرادَ شيئاً من أُخته الصغيرة قال لها: سيّدُ القومِ خادمهم فهل لكِ أنْ تكوني سيّدتي..❦ كانت أمي تبتسم وتحضّر له الطعام وأبي يبتسم ويعطيه النقود وأُختي تضحك وتُرتّبُ له حوائجه.. وأنا لأنني لم أقرأ كتباً لسقراط وأفلاطون وشكسبير لا أحدَ يُحضر لي الطعام ولا أحد يعطيني نقوداً ولا أحد يرتب حوائجي.. _ويسألونك لماذا تقرأ كل هذه الكتب..👨‍🌾👨‍🌾 منقول

🤍✨ #قصة_و_عبرة✨🤍 بالأمس عدت إلى بيتي متعباً منهكاً فقالت لي زوجتي هلَّا بدلت ثيابك وارتحت قليلا ريثما ينضج الطعام .... وبالفعل ذهبت إلى غرفتي وبدلت ثيابي وتمددت على سريري واغمضت عيني !!! ولم أفتح عينيَّ إلا على صوت المؤذن يؤذن لصلاة العصر، فخرجت من الغرفة متوجها إلى المطبخ فوجدت زوجتي منهمكة في إعداد المائدة..... جلست إلى المائدة وسألتها ماذا طبختي لنا اليوم يا حبيبة القلب ؟؟؟ إلا أنها لم ترد !!! فعاودت السؤال مرة ثانية وثالثة فتفاجأت انها لم ترد .... فكانت دهشتي أسبق من غضبي !!! إذ أنها المرة الأولى وعلى مدى عشرين عاماً من حياتي الزوجية أخاطب فيها زوجتي ولا تعيرني أي اهتمام. التفت فإذا بابني يدخل المطبخ, فطلبت منه إحضار زجاجة ماء من الثلاجة, فكان جوابه مماثلا لجواب أمه, فازداد تعجبي منه ذلك الشاب الدمث الذي يُضرب به المثل في الأدب وحسن الخلق !!! فهممت بالخروج من المطبخ فإذ بزوجتي تقول لأبني: اذهب وأيقظ أباك لتناول الغداء !!!! هنا بلغ مني الذهول مبلغا !!! وبالفعل اتجه إبني إلى غرفتي ليوقظني ,,, فصرخت فيه بعلو صوتي أنا هنا, فلم يلتفت إليَّ ومضى مسرعاً وتركني غارقاً في ذهولي. وبعد دقيقة أو يزيد عاد وقد ارتسم الرعب على وجهه فقالت له أمه : هل أيقظت أباك ؟؟؟ فتلعثم قليلا ثم قال: حاولت إيقاظه مرارا وتكرارا لكنه لم يجب !!! فازدادت دهشتي, ماذا يقول هذا الولد !!! فدخلت زوجتي مسرعةً إلى الغرفة وخلفها الأولاد مذعورين فتبعتهم لأجدها تحاول إيقاظ شخص آخر في سريري يشبهني تماماً, ويلبس نفس ثيابي,,,, وما إن يأست من إيقاظه حتى بدأت عيناها تغرورق بالدموع وبدأ أولادي في البكاء والنحيب ومناداة ذلك الرجل الملقى على فراشي والتعلق بثيابه أملا في الرد. 🤍✨ وأنا لا أصدق ما يجري حولي !!! يا إلهي ما الذي يحدث ؟؟؟!!! من هذا الرجل الذي هو نسخة مني ؟؟؟!!! لماذا لا يسمعني أحد ؟؟؟!!! لماذا لا يراني أحد ؟؟؟!!! خرج ابني مسرعا ليعود بعد قليل ومعه أبي وأمي وإخوتي وانهمر الجميع في البكاء وأمي تعانق ذلك الرجل النائم مكاني وتبكي بكاءا حارا، فذهبت إليها محاولا لمسها والحديث معها وإفهامها أني مازلت بجوارها إلا أنه حيل بيني وبين ما أردت.... فالتفت إلى أبي وإلى إخوتي محاولا إسماع صوتي ولكن دون جدوى !!! ذهب إخوتي للإعداد للجنازة وخرَّ أبي على الكرسي يبكي وأنا في ذهول تام وإحباط شديد من هول ذلك الكابوس المزعج الذي أحاول الاستيقاظ منه. 🤍✨ جاء المغسل وبدأ في تغسيل ذاك الجسد الملقى على فراشي بمساعدة أبنائي ولفه بالكفن ووضعه في التابوت. وتوافد الأصدقاء والأحباب إلى البيت والكل يعانق أبي المنهار ويعَزُّون إخوتي وأبنائي ويدعون لي بالرحمة ولهم بالصبر والسلوان. ثم حملوا التابوت إلى المسجد ليصلُّوا عليه, وخلا المنزل إلا من النساء. فخرجت مسرعاً خلف الجنازة المتجهة إلى المسجد حيث اجتمع الجيران والأصدقاء واصطفوا خلف الإمام ليصلوا علي. ووسط هذا الزحام الشديد وجدتني أخترق الصفوف بيسر وسهولة دون أن ألمس أحدا. كبَّر الإمام التكبيرة الأولى وأنا أصرخ فيهم يا أهلي يا جيراني على من تصلون ؟؟؟!!! أنا معكم ولكن لا تشعرون!!! أناديكم ولكن لا تسمعون!!! بين أيديكم ولكن لا تبصرون!!! فلما استيئست منهم تركتهم يصلون وتوجهت إلى ذلك الصندوق وكشفت الغطاء أنظر إلى ذلك النائم فيه,,, وما إن كشفت عن وجهه حتى فتح عينيه ونظر إليَّ وقال: الآن انتهى دوري ،،، أنا إلى الفناء أما أنت فإلى البقاء !!! ثم قال لازمتك ما يزيد عن أربعين عاما واليوم مآلي إلى التراب ومآلك إلى الحساب !!! ولم أشعر بنفسي إلا وأنا ملقى في التابوت فاقدا السيطرة على كل شئ, أطرافي لم تعد تستيجب لي. لم أعد أرى شيئاً, لم أعد أقوى على الحراك, أحاول الكلام فلا أستطيع. 🤍✨ فقط أسمع تكبيرات الإمام ... ثم غمغمات المشيعين .... ثم صوت التراب ينهال عليّ ....َ ثم قرع النعال مبتعدة .... أدركت حينها أنها النهاية .... ولربما البداية .... بداية النهاية .... هكذا بكل بساطة ودون مقدمات ؟؟؟؟!!!!! مازال لدي الكثير من المواعيد,,, مازال لدي الكثير من الأشغال,,,, مازال لدي الكثير من الديون التي لم أسددها ولم أوص بسدادها,,,, أين نقالي ؟؟؟ أريد أن أوصي بفعل خير لطالما أجلته,,, أريد أن أنهى عن منكر لطالما رأيته,,,, وشيئا فشيئا بدأت أختنق ثم سمعتُ أصوات أقدام متجهة إليَّ, يا ويلتى سيبدأ الحساب !!! هذا ما كان يقال لي في الدنيا,,,, لابد أنهما منكر ونكير في طريقهما إليَّ,,, وبقيت أصرخ في قبري ,,, رب ارجعونِ ,,, رب ارجعونِ ,,, رب ارجعونِ ,,, لعلي,,, أعمل صالحا فيما تركت !!! فلا أسمع صدى لدعائي سوى ,,,,, كلا ،،، كلا ،،، كلا ،،، 🤍✨ ولازلت على هذه الحال حتي تدفق إلى مسامعي صوت رقيق يهمس في أذني : بابا, بابا, الغدا يا بابا.... ففتحت عينيَّ لأجد ابنتي وفلذة كبدي مبتسمة كعادتها في وجهي وهي تقول: يلا يا بابا قبل الأكل ما يبرد احتضنتها بلهفة وقبلت جبينها ثم تركتها تذهب .... وجلست في فراشي برهة وأنا أشعر بإرهاق شديد وأطرافي ترتعد وجسدي يتصبب عرقا .... لأخاطب نفسي قائلا: .... ها يا نفسُ قد عدتي ,,, فأريني أي صالحٍ ستعملين قبل أن يأتي يوم تسألين فيه الرجعى فلا يستجاب لكِ.... سارع بالخيرات بأعمال الصالحات (.......... وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) [سورة لقمان 34] جزى الله خيراً من نشرها .

حُكم على أعرابي بالحبس واحتُجزَ في سجن القلعة، وكان معروف ان من يدخل هذا السجن لا يخرج منه الا جثة هامدة وبينما هو يعد الأيام لملاقاة أجله فإذا بالوالي يزور السجن ويتفقد أحوال السجناء، وعندها استغل المحكومون هذه الفرصة لاستعطاف الوالي وطلب رحمته، وكان الوالي يحب الفكاهة وقرر أن يسخر من سجنائه فقال لهم: لقد جاءني كبير التجار بجملٍ أصيل كهدية، فمن يستطيع تعليم الجمل القراءة سأعفو عنه، بل إنني سأعطيه ألف دينارٍ كمكافأة، وهنا أصاب السجناء اليأس لعلمهم أن الوالي يسخر منهم، إلا أن الأعرابي وجدها فرصته الوحيدة والأخيرة للنجاة من الحبس، فالغريق يتعلق بقشة، وصاح بأعلى صوته: أنا يا حضرة الوالي أعلم جملكم القراءة. فنظر الوالي إليه بدهشةٍ وقال له: هل أنت جادٌّ فيما تقوله. فقال الأعرابي: نعم ولكن أريد مهلةً أربعين يوماً تتركني فيها مع الجمل وتأمر جندك أن يلبوا كل طلباتي خلالها. اعتقد الوالي أنها حيلة يقصد من خلالها الأعرابي الخروج من السجن والتنعم بالطعام والشراب الفاخر ، فوافق على شرطه وقال له: لك ماتريد. ولكن إن لم تنجح بعد انتهاء المهلة سيتم إعدامك فوراً. غادر الوالي وسط دهشة السجناء الذين لاموا الأعرابي على توريط نفسه في تحدٍّ مستحيل وسيعجّل بأجله. بدأت المهلة وراح الأعرابي يفكر كيف سينقذ نفسه من هذه الورطة وبعد تفكير طويل خطرت له فكرة عبقرية، فقام بتجويع الجمل لثلاثة أيام لم يقدم له أي طعام، وعندما بدأت علامات التعب تظهر على الجمل، أحضر له كتاباً ووضع بين صفحاته حبات من الجوز واللوز والفستق، ووضعه أمام الجمل، وكلما فتح له صفحةً يقوم الجمل بأكل كل الحبات ليقوم الأعرابي بقلب الصفحة فيجد الجمل حبات جديدة فيأكلها، وفي المرة التالية كرر نفس العملية ولكنه لم يقم بقلب الصفحات، وعندما رأى الجمل ذلك أخذ يقلب الصفحات بلسانه بحثاً عن الطعام، وظل الأعرابي يكرر العملية كل ثلاثة أيام حتى اليوم الخامس والثلاثين، وعندها توقف عن إطعام الجمل لخمسة أيام. وعند انتهاء المهلة أمر الوالي بإحضار الأعرابي والجمل ليرى نتيجة عمله وهو واثقٌ أن الأعرابي سيعدم لا محالة. دخل الأعرابي مع الجمل فسأله الوالي: ماذا فعلت خلال هذه الفترة فأجاب الأعرابي: لقد علَّمتُ جملكم القراءة وهو قادر الآن على قراءة أي كتاب، ولتتأكد من ذلك أعطه أي كتاب تريد. نظر الوالي إلى حاجبه بدهشةً وسخرية وقال له: أعطِ الجمل كتاباً أيها الحاجب. وما إن وضع الأعرابي الكتاب أمام الجمل الذي كان يتضور جوعاً حتى تقدم إليه بلهفةٍ وبدأ يقلب الصفحات بلسانه، وسط دهشةِ الوالي وحاشيته، وكلما قلب صفحة ينظر فيها بتمعّنٍ ثم يقلبها كأنه يقرأ ما هو مكتوب فيها. وهنا وقف الوالي مندهشاً مما يراه وأخذ يصفق للأعرابي وهو لا يصدق ما يراه، ثم قال للأعرابي: لماذا لا يقرأ علينا بصوته لنعرف ماذا يقرأ؟ فقال الأعرابي: عفواً يا مولاي، فقد كان اتفاقنا أن أعلمه القراءة، ولم نتفق أن أعلمه التكلُّم. وهنا أصدر الوالي قراراً بالعفو عن الأعرابي ومنحه ألف دينار فعاد إلى أهله سالماً غانماً💜

عرض المزيد

من تطبيق رسائل
احصل عليه من Google Play