الأصدقاء الثلاثة

كان في مدينتنا قديما ثلاثة أصدقاء، طبعوا على الوفاء والتسامح والإخلاص. وكان كل واحد منهم يمدّ يد المعونة في حال عوزه أو فقره. كما كانوا لا يفارق الواحد منهم الآخر. فمجالسهم واحدة، وسهراتهم واحدة، وأكثر أوقات فراغهم يقضونها معا.

وكان واحد من الثلاثة ميسور الحال، أقبلت عليه الدنيا، رغيد العيش، إلا أنه كان لا يحب أن يعيش هكذا وحده دون صديقيه. فغالباً ما كان يمدّ لهما يد المساعدة من غير منّة أو كدر. وكان الصديقان لا ينسيان معروف صديقهما. فما إن يتوفر لدى أحد منهما المال حتى يعيده إلى ذلك الصديق الغني الميسور.

غير أن هذه الأمور غير ذات قيمة أمام العاطفة التي كان يظهرها كل منهم للآخر إذا ما أصيب بمرض أو مرّت عليه فترات حزن أو مصاعب. وهنا تعرف الصداقة عندما يبتعد الصديق عن أنانيته وحبه لذاته ويكون وفيّا ودودا لصديقه. وبما أن الصديق الميسور لم يكن بحاجة إلى البحث عن عمل ليحصل رزقه، فقد بقي في هذه المدينة. أمّا صديقاه فودّعاه في يوم، وسافر كل منهما إلى مكان يسعى فيه وراء الرزق الحلال الشريف.

كان الوداع مؤثّرا. ثلاثة أصدقاء يودع الواحد منهم الآخر بعد أن عاشوا معا فترة طويلة، وكل منهم يشعر أنه جزء من الآخر.

بقي الصديق الميسور في المدينة، وكان على غناه مبذراً، فظل ينفق دون أن يقيم وزنا لما لديه من مال، حتى رقّت حاشية ماله، وتبدّل الزمان معه، فانتقل من غنى إلى فقر، وباتت عائلته بحاجة إلى المال لتسدّ حاجة طعامها وكسائها. ولكن من أين يأتي الصديق بالمال؟ فصديقاه الآخران قد رحلا، وليس له غيرهما في المدينة. فأمضى أكثر أوقاته حزينا يعاني ألم البعد وحسرة الفقر والحرمان.

وفي يوم قالت له زوجته: لماذا لا ترسل يا حامد رسالة إلى أحد صديقيك تخبره فيها مدى حاجتك إلى المال؟ فقال حامد: إني أشعر بالخجل كلما فكرت في أمر كهذا.

فقالت الزوجة: غير أنك كنت تساعد كلا منهما في حالة ضيقه، ومن غير أن تشعره أن لك عليه منّة، والصديق عند الضيق. وراحت زوجته تلحّ عليه حتى أقنعته، فبعث برسالة إلى أحد صديقيه يطلب فيها بعض المال.

وصلت الرسالة إلى الصديق وحزن حزنا شديدا لحالة صديقه حامد، فأرسل إليه فوراً مبلغاً كبيراً من المال. ومرّت الأيام وإذا بالمال يصل إلى حامد، فيتسلمه مسرورا مقدّرا صنيع صديقه معه مؤكدا لزوجته أن صديقه وكما قالت له، وفيّ له كل الوفاء.

غير أن المال الذي وصل إلى حامد لم يبق طويلا لديه، إذ وصلته رسالة من صديقه الثاني يشكو له فيها قلة عمله، وحالة فقره وعوزه، ويطلب إليه فيها أن يمده بشيء من المال لأنه في غربة لا يعرف الناس فيها بعضهم بعضا.

رقّ قلب حامد على حال صديقه وأرسل إليه كل المال الذي كان قد تسلمه من صديقه. وعاد حامد إلى ما كان عليه من حاجة، وعادت عائلته تعاني ما تعاني من الجوع والفقر.

في هذه الأثناء، تقلبت الحال مع صديق حامد الذي طلبت زوجته أن يرسل إليه رسالة يطلب فيها مساعدته. فكتب إلى الصديق الثاني الذي لم يجد عملا في غربته يطلب إليه فيها أن يمده بشيء من المال.

وكان الصديق الذي لم يجد عملا بعد قد تسلّم المال من حامد. وما إن وصلت إليه رسالة صديقه حتى أرسل إليه كل المال الذي تسلمه من حامد. وعندما وصل المال إليه وجد أنه المال الذي سبق له أن أرسله إلى صديقه حامد.

وهنا ترك المكان الذي يعمل فيه وعاد إلى المدينة وزار أول من زار حامداً. وفوجئ حامد بعودة صديقه. فكان لقاء من أطيب ما عرفه الصديقان من لقاءات، وقال الصديق لحامد: أتعرف ما وصلنا من صديقنا البعيد؟ وصلني المال الذي أرسلته إليك.

وهنا عرف الصديق ما فعله حامد بالمال، فأكبر فيه صداقته، كما أكبرا معا صداقة صديقهما الغائب.

ومرّت فترة قصيرة، وعاد الصديق الغائب إلى المدينة. وكانت حال كل منهم قد تحسّنت، فعادوا إلى الحياة التي عاشوها من قبل. وهكذا عرفت فيهم هذه الدنيا مثال الصداقة والنبل والوفاء.
رسائل قصص وعبر

الأصدقاء الثلاثة كان في مدينتنا قديما ثلاثة أصدقاء، طبعوا على الوفاء والتسامح والإخلاص. وكان كل واحد منهم يمدّ يد المعونة في حال عوزه أو فقره. كما كانوا لا يفارق الواحد منهم الآخر. فمجالسهم واحدة، وسهراتهم واحدة، وأكثر أوقات فراغهم يقضونها معا. وكان واحد من الثلاثة ميسور الحال، أقبلت عليه الدنيا، رغيد العيش، إلا أنه كان لا يحب أن يعيش هكذا وحده دون صديقيه. فغالباً ما كان يمدّ لهما يد المساعدة من غير منّة أو كدر. وكان الصديقان لا ينسيان معروف صديقهما. فما إن يتوفر لدى أحد منهما المال حتى يعيده إلى ذلك الصديق الغني الميسور. غير أن هذه الأمور غير ذات قيمة أمام العاطفة التي كان يظهرها كل منهم للآخر إذا ما أصيب بمرض أو مرّت عليه فترات حزن أو مصاعب. وهنا تعرف الصداقة عندما يبتعد الصديق عن أنانيته وحبه لذاته ويكون وفيّا ودودا لصديقه. وبما أن الصديق الميسور لم يكن بحاجة إلى البحث عن عمل ليحصل رزقه، فقد بقي في هذه المدينة. أمّا صديقاه فودّعاه في يوم، وسافر كل منهما إلى مكان يسعى فيه وراء الرزق الحلال الشريف. كان الوداع مؤثّرا. ثلاثة أصدقاء يودع الواحد منهم الآخر بعد أن عاشوا معا فترة طويلة، وكل منهم يشعر أنه جزء من الآخر. بقي الصديق الميسور في المدينة، وكان على غناه مبذراً، فظل ينفق دون أن يقيم وزنا لما لديه من مال، حتى رقّت حاشية ماله، وتبدّل الزمان معه، فانتقل من غنى إلى فقر، وباتت عائلته بحاجة إلى المال لتسدّ حاجة طعامها وكسائها. ولكن من أين يأتي الصديق بالمال؟ فصديقاه الآخران قد رحلا، وليس له غيرهما في المدينة. فأمضى أكثر أوقاته حزينا يعاني ألم البعد وحسرة الفقر والحرمان. وفي يوم قالت له زوجته: لماذا لا ترسل يا حامد رسالة إلى أحد صديقيك تخبره فيها مدى حاجتك إلى المال؟ فقال حامد: إني أشعر بالخجل كلما فكرت في أمر كهذا. فقالت الزوجة: غير أنك كنت تساعد كلا منهما في حالة ضيقه، ومن غير أن تشعره أن لك عليه منّة، والصديق عند الضيق. وراحت زوجته تلحّ عليه حتى أقنعته، فبعث برسالة إلى أحد صديقيه يطلب فيها بعض المال. وصلت الرسالة إلى الصديق وحزن حزنا شديدا لحالة صديقه حامد، فأرسل إليه فوراً مبلغاً كبيراً من المال. ومرّت الأيام وإذا بالمال يصل إلى حامد، فيتسلمه مسرورا مقدّرا صنيع صديقه معه مؤكدا لزوجته أن صديقه وكما قالت له، وفيّ له كل الوفاء. غير أن المال الذي وصل إلى حامد لم يبق طويلا لديه، إذ وصلته رسالة من صديقه الثاني يشكو له فيها قلة عمله، وحالة فقره وعوزه، ويطلب إليه فيها أن يمده بشيء من المال لأنه في غربة لا يعرف الناس فيها بعضهم بعضا. رقّ قلب حامد على حال صديقه وأرسل إليه كل المال الذي كان قد تسلمه من صديقه. وعاد حامد إلى ما كان عليه من حاجة، وعادت عائلته تعاني ما تعاني من الجوع والفقر. في هذه الأثناء، تقلبت الحال مع صديق حامد الذي طلبت زوجته أن يرسل إليه رسالة يطلب فيها مساعدته. فكتب إلى الصديق الثاني الذي لم يجد عملا في غربته يطلب إليه فيها أن يمده بشيء من المال. وكان الصديق الذي لم يجد عملا بعد قد تسلّم المال من حامد. وما إن وصلت إليه رسالة صديقه حتى أرسل إليه كل المال الذي تسلمه من حامد. وعندما وصل المال إليه وجد أنه المال الذي سبق له أن أرسله إلى صديقه حامد. وهنا ترك المكان الذي يعمل فيه وعاد إلى المدينة وزار أول من زار حامداً. وفوجئ حامد بعودة صديقه. فكان لقاء من أطيب ما عرفه الصديقان من لقاءات، وقال الصديق لحامد: أتعرف ما وصلنا من صديقنا البعيد؟ وصلني المال الذي أرسلته إليك. وهنا عرف الصديق ما فعله حامد بالمال، فأكبر فيه صداقته، كما أكبرا معا صداقة صديقهما الغائب. ومرّت فترة قصيرة، وعاد الصديق الغائب إلى المدينة. وكانت حال كل منهم قد تحسّنت، فعادوا إلى الحياة التي عاشوها من قبل. وهكذا عرفت فيهم هذه الدنيا مثال الصداقة والنبل والوفاء.

تم النسخ
المزيد من حالات قصص وعبر

كان لرجل أربعة نساء وكنّ يعنفنه دائماً وفي أحد الأيام غضبن عليه وضربنه ضرباً مؤلماً.. ثم حملنه خارج الدار إثنتين من رجليه واثنتين من يديه أمام مرأى أحد أصدقائه.. وبعد يومين رأه يشتري جارية فقال له ويحك! ماهاذا؟ أما يكفيك ما فعلن لك نسائك الأربعة؟ فقال له: أما رأيت كيف كن  يحملنني ورأسي مُدلى على الأرض؟ لقد اشتريت الخامسه لتمسك رأسي كي لا يتهشم😁

​​​​​​​📝 قصة من أكرم أهل أزمانه💰، من نوادر العرب، قصص الكرم والعطاء . -------------------------------------------------------- قال الهيثم بن عدي: اختلف ثلاثة عند الكعبة في أكرم أهل زمانهم، فقال أحدهم: عبد الله ابن جعفر، وقال الآخر: قيس بن سعد، وقال الآخر: عرابة الأوسي، فتماروا في ذلك حتى ارتفع ضجيجهم عند الكعبة ..!! فقال لهم رجل: فليذهب كل رجل منكم إلى صاحبه الذي يزعم أنه أكرم من غيره، فلينظر ما يعطيه وليحكم على العيان ..!! فذهب صاحب عبد الله بن جعفر إليه فوجده قد وضع رجله في الغرز ليذهب إلى ضيعة له، فقال له: يا بن عم رسول الله ابن سبيل ومنقطع به ..!! قال: فأخرج رجله في الغرز وقال: ضع رجلك واستو عليها فهي لك بما عليها، وخذ ما في الحقيبة، ولا تخدعن عن السيف فإنه من سيوف علي، فرجع إلى أصحابه بناقة عظيمة وإذا في الحقيبة أربعة آلاف دينار، ومطارف من خز وغير ذلك، وأجلُّ ذلك سيف علي بن أبي طالب ..!! ومضى صاحب قيس بن سعد إليه فوجده نائما، فقالت له الجارية: ما حاجتك إليه؟ قال: ابن سبيل ومنقطع به ..!! قالت: فحاجتك أيسر من إيقاظه، هذا كيس فيه سبعمائة دينار ما في دار قيس مال غيره اليوم، واذهب إلى مولانا في معاطن الإبل فخذ لك ناقة وعبدا، واذهب راشدا ..!! فلما استيقظ قيس من نومه أخبرته الجارية بما صنعت فأعتقها شكرا على صنيعها ذلك ..!! وقال: هلا أيقظتني حتى أعطيه ما يكفيه أبدا، فلعل الذي أعطيتيه لا يقع منه موقع حاجته ..!! وذهب صاحب عرابة الأوسي إليه فوجده وقد خرج من منزله يريد الصلاة وهو يتوكأ على عبدين له – وكان قد كف بصره – . فقال له: يا عرابة ..!! فقال: قل .. فقال: ابن سبيل ومنقطع به ..!! قال: فخلى عن العبدين ..!! ثم صفق بيديه، باليمنى على اليسرى، ثم قال: أوّه أوّه، والله ما أصبحت ولا أمسيت وقد تركت الحقوق من مال عرابة شيئا، ولكن خذ هذين العبدين ..!! قال: ما كنت لأفعل ..!! فقال: إن لم تأخذهما فهما حران، فإن شئت فأعتق، وإن شئت فخذ ..!! وأقبل يلتمس الحائط بيده ..!! قال: فأخذهما وجاء بهما إلى صاحبيه ..!! قال: فحكم الناس على أن ابن جعفر قد جاد بمال عظيم، وأن ذلك ليس بمستنكر له، إلا أن السيف أجلها ..!! وأن قيسا أحد الأجواد حكم مملوكته في ماله بغير علمه واستحسن فعلها واعتقها شكرا لها على ما فعلت ..!! واجمعوا على أن أسخى الثلاثة عرابة الأوسي، لأنه جاد بجميع ما يملكه، وذلك جهد من مقل ..!! . 📝 المصادر : 📚 البداية والنهاية لابن كثير 📚 سيرة إعلام النبلاء للذهبي . 🍃📖 قصص إسلامية 📖🍃          

​​​​📝 قصة دروس من السيرة النبوية . -------------------------------------------------------- أعلنت قريش في نوادي مكة بأنه من يأتي بالنبي ﷺ حياً أو ميتاً فله مائة ناقة وانتشر هذا الخبر عند قبائل الأعراب الذين في ضواحي مكة وطمع سراقة بن مالك بن جعشم في نيل الكسب الذي أعدته قريش لمن يأتي برسول الله ﷺ فأجهد نفسه لينال ذلك، ولكن الله بقدرته التي لا يغلبها غالب، جعله يرجع مدافعاً عن رسول الله ﷺ بعدما كان جاهداً عليه.قال ابن شهاب: وأخبرني عبدالرحمن بن مالك المدلجي وهو ابن أخي سراقة بن مالك بن جعشم، أن أباه أخبره أنه سمع سراقة بن جعشم يقول: جاءنا رسول كفار قريش يجعلون في رسول الله ﷺ وأبي بكر دية كل منهما لمن قتله أو أسره، فبينما أنا جالس في مجالس من مجالس قومي بني مدلج إذ أقبل رجل منهم حتى قام علينا ونحن جلوس فقال: ياسراقة إنى رأيت آنفاً أسودة - جمع قلة لسواد وهو الشخص يرى من بعيد أسود - بالساحل أراها محمد وأصحابه قال سراقة: فعرفت أنهم هم فقلت له: إنهم ليسوا بهم ولكنك رأيت فلاناً وفلاناً انطلقوا بأعيننا ثم لبثت في المجلس ساعة ثم قمت فدخلت فأمرت جاريتي أن تخرج بفرسي وهو من وراء أكمة - جمعها إكام، وهي الرابية - فتحبسهما علي، وأخذت رمحي فخرجت به من ظهر البيت فخططت بزجه - الحديدة في أسفل الرمح - الأرض خضضت عالية حتى أتيت فرسي فركبتها فعرفتها تقرب بي حتى دنوت منهم فعثرت بي فرسي فخررت عنها، فقمت فأهويت الى كنانتي فاستخرجت منها الأزلام - الأقداح التي كانت في الجاهلية مكتوب عليها الأمر والنهي افعل ولا تفعل - فاستقسمت بها أضرهم أم لا، فخرج الذي أكره فركبت فرسي عصيت الأزلام فقرب بي حتى إذا سمعت قراءة رسول الله ﷺ وهو لايلتفت وأبوبكر يكثر الإلتفات ساخت أي غاصت في الأرض يدا فرسي في الأرض، حتى بلغتا الركبتين فخررت عنها ثم زجرتها فنهضت فلم تكد تخرج يديها، فلما استوت قائمة إذ لأثر يديها عثات أي دخان ساطع في السماء مثل الدخان، فاستقسمت بالأزلام فخرج الذي أكره فناديتهم بالأمان فوقفوا فركبت فرسي حتى جئتهم ووقع في نفسي حين لقيت مالقيت من الحبس عنهم أن سيظهر أمر رسول الله ﷺ .فقلت له: إن قومك قد جعلوا فيك الدية وأخبرتهم أخبار مايريد الناس بهم وعرضت عليهم الزاد والمتاع فلم يرزآني أي لم يأخذا مني شيئاً ولم يسألاني إلا أن قال: أخف عنا فسألته أن يكتب لي في كتاب أمن فأمر عامر بن فهيرة فكتب في رقعة من أديم - قطعة من جلد - ثم مضى رسول الله ﷺ .وكان مما أشتهر عند الناس من أمر سراقة ما ذكره ابن عبد البر وابن حجر وغيرهما، قال ابن عبد البر: روى سفيان بن عيينة عن ابي موسى عن الحسن أن رسول الله ﷺ قال لسراقة بن مالك: كيف بك إذا لبست سواري كسرى؟ قال: فلما أتى عمر بسواري كسرى ومنطقته وتاجه دعا سراقة بن مالك فألبسه إياها وكان سراقة رجلاً أزب أى كثير الشعر وطوله كثير شعر الساعدين، وقال له: ارفع يديك فقال: الله أكبر، الحمدلله الذي سلبهما كسرى بن هرمز الذي كان يقول: أنا رب الناس وألبسهما سراقة بن مالك بن جعشم أعرابي من بني مدلج ورفع بها عمر صوته، ثم أركب سراقة وطيف به المدينة والناس حوله وهو يرفع عقيرته مردداً قول الفاروق: الله أكبر الحمدلله الذي سلبهما كسرى بن هرمز وألبسهما سراقة بن جعشم أعرابياً من بني مدلج. 🍃📖 قصص إسلامية 📖🍃          

​​​📝 قصة الملك والفلاح والكلمة الطيبة . -------------------------------------------------------- يحكى أن أحد الملوك أعلن في الدولة بأن من يقول كلمة طيبة فله جائزة 400 دينار وفي يوم كان الملك يسير بحاشيته في المدينة إذ رأى فلاحاً عجوزاً في التسعينات من عمره وهو يغرس شجرة زيتون فقال له الملك : لماذا تغرس شجرة الزيتون وهي تحتاج إلى عشرين سنة لتثمر وأنت عجوز في التسعين من عمرك، وقد دنا أجلك؟ فقال الفلاح العجوز : السابقون زرعوا ونحن حصدنا ونحن نزرع لكي يحصد اللاحقون فقال الملك : أحسنت فهذه كلمة طيبة فأمر أن يعطوه (400) دينار فأخذها الفلاح العجوز وابتسم... فقال الملك: لماذا ابتسمت؟ فقال الفلاح: شجرة الزيتون تثمر بعد عشرين سنة وشجرتي أثمرت الآن فقال الملك : أحسنت أعطوه (400) دينار أخرى، فأخذها الفلاح وابتسم فقال الملك: لماذا ابتسمت؟ فقال الفلاح: شجرة الزيتون تثمر مرة في السنة وشجرتي أثمرت مرتين فقال الملك: أحسنت أعطوه (400) دينار أخرى ثم تحرك الملك بسرعة من عند الفلاح فقال له رئيس الجند : لماذا تحركت بسرعة؟ فقال الملك: إذا جلست إلى الصباح فإن خزائن الأموال ستنتهي وكلمات الفلاح العجوز لا تنتهي.... الخير يثمر دائماً . 🍃📖 قصص إسلامية 📖🍃         

​​📝 قصة معاويه بن ابي سفيان . -------------------------------------------------------- تبني الأمة الإسلامية واقعها وحاضرها من تقدير الماضي ، وتذكر فضائل أئمة وعلماء المسلمين ، وكذلك سير الصحابة والأنبياء ، حيث أنجبت لنا أمتنا الميمونة رجالاً وقف أمامهم التاريخ طويلاً ، ذاكرًا سيرهم العطرة وأيامهم الطيبة ، التي منحوا فيها للإسلام ورسالته أرقى ما يملكون ، من آراء وحكمة وفقه ، وأحد أولئك الأخيار هو أول ملوك المسلمين والذي قد أتى عقب الخلفاء الراشدين ؛ وهم أبو بكر الصديق ، وعمر بن الخطاب ، وعثمان بن عفان ، علي بن أبي طالب عليهم رضوان الله أجمعين. معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه : ينتمي معاوية بن أبي سفيان إلى بني أمية ، حيث ينحدر من عائلة عريقة بها في الحسب والنسب ، وقد وُلد قبل البعثة بخمسة أعوام وقيل ثلاثة ، أو سبعة ، وقد تفرّس فيه والديه منذ صباه مستقبل كبير له . وكان أبو سفيان من عتاة الجاهلية الذين حاربوا الإسلام ، ووصفت كتب السيرة النبوية أعماله ضد الدعوة الإسلامية إلا أن الله تعالى أراد له الهداية ، فأسلم قبل فتح مكة بوقت قليل ، وقد أكرمه رسول الله عليه الصلاة والسلام في فتح مكة وأعلن أن من دخل دار أبي سفيان فهو آمن . وقد حكم أبو سفيان لفترة عشرين عامًا ، ووصفه من عاصروه بالحلم وأنه قد أُثر عنه مقولات عدة ، أشهرها عندما قال : لو أن بيني وبين الناس شعرة ما انقطعت ، قيل وكيف  يا أمير المؤمنين ؟ قال كانوا إذا مدوها خليتها وإذا خلوها مددتها . من مواقف أبو سفيان رضي الله عنه : في أحد المواقف قيل أنه قد استأذن أحد الرجال ، وذهب إلى معاوية قائلاً للحاجب أن يخبره بأن أخُ أبي سفيان لأبيه وأمه يقف عند الباب ، وعندما أبلغ الحاجب معاوية قال له الأخير بأنه لا يعرفه ، ولكن أذن له بالدخول إليه ، فلما دخل إليه الرجل قال له معاوية أي الإخوة أنت ؟ قال له الرجل ابن آدم وحواء ، فقال معاوية يا غلام ؛ أعطه درهمًا ، فقال أتعطي لأخيك من أمك وأبيك درهمًا فقط ؟ قال لو أني اعطيت كل أخ لي من أبي وأمي مثله ، ما وصل إليك هذا . وفي موقف آخر ؛ قيل أن عمر بن الخطاب قد حضر إلى الشام ، ممتطيًا حماره ، وبرفقته عبدالرحمن بن عوف ممتطيًا حماره إلى جواره ، فاستقبلهما معاوية بموكب مهيب قدير ، فتجاوز عمر ولما علم أنه هو عاد إليه مرة أخرى ، ولكن عمر أعرض عنه فظل معاوية يمشِ إلى جواره ، وبعد فترة قال له عبدالرحمن بن عوف يا عمر أتعبت الرجل ، فتحدث عمر إلى معاوية متسائلاً إن كان هو صاحب الموكب الذي استقبلهما . فقال له معاوية نعم يا أمير المؤمنين ، فسأله عمر عن سائلي الحاجات على بابه ، فأجابه معاوية بأن طبيعة بلاده وجود الجواسيس الذين يرسلهم العدو ، وهنا لابد من إرهابهم بهيبة السلطان ، وسأل معاوية أمير المؤمنين عن رأيه ، فإن شاء توقف عن ذلك وإن لم يشأ سيظل بما هو عليه ، فقال له عمر أنه إن كان ما قاله حقًا فإن ذلك دهاء ، وإن كان ما قاله معاوية كذبًا فإنها خدعة ، وترك الأمر له. دهاء معاوية السياسي رضي الله عنه يذكر عن معاوية بن أبي سفيان أنه كان حاكمًا داهية ، خاصة فيما يتعلق بالسياسة ؛ حيث استطاع معاوية أن يلجم شعوبًا مختلفة ، كثرت بها النزاعات والخلافات والفتن ، وخضعت جميعها تحت إمرته وسلطانه ، حتى أن ابن عمر رضي الله عنهما ، قد قال عن أبي سفيان بأنه لم ير أحدًا قط قد ساد بعد رسول الله –صل الله عليه وسلم- مقارنة بمعاوية ، فقيل له ولا حتى عمر ؟ فقال أن عمر كان خيرًا منه ، وكان معاوية أسود من عمر ؛ أي أكثر سيادة. شعرة معاوية : رُويّ عن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه ، أنه قد جاءه أعرابيًا متسائلاً كيف حكم الشام عشرين عامًا كأمير ، ثم حكم بلاد المسلمين كخليفة ؟ فقال له معاوية رضي الله عنه ، أنه لم يضع لساني حيث يكفيه المال ، ولم يضع سوطه حيث يكفيه اللسان ، ولم يضع السيف حيث يكفيه السوط ، وأنه إن كان بينه وبين الناس شعرة ، ما قطعها قط فإن هم مدوها أرخاها هو ، وإن هم أرخوها مدها هو . 🍃📖 قصص إسلامية 📖🍃          

عرض المزيد

من تطبيق رسائل
احصل عليه من Google Play