في قديم الزمان كان هناك ملك يحكم بلاد شاسعة، قرر ذلك الملك القيام برحلة طويلة في البراري، وبعد أن أنتهى من رحلته التي استغرقت أيام كثيرة، وفي طريق عودته شعر أن قدميه تورمت بسبب كثرة المشي، فأصدر قرارا بفرش الطريق بالجلد حتى لا تألمه قدماه بعد هذا . ولكن أحد وزرائه أقترح عليه أن يضع قطعة قماش ناعمة وصغيرة في داخل حذائه، ومن هنا بدأت فكرة نعل الأحذية، ومن هنا نستطيع أن نستخلص أنه لا يمكن تغيير الكون من أجلنا، ولكن نستطيع تغيير أنفسنا.
جلس رجل أعمى في أحد الميادين ووضع قبعة وبجانب القبعة ورقة مكتوب عليها أنا رجل أعمى أرجوا منكم المساعدة، فمر بالرجل رجل آخر قرأ الورقة ووضع مالا، ولما وجد القبعة بها القليل من المال، أخذ الورقة وكتب فيها شيئا، ووضع الورقة من جديد بالقرب من الرجل. وبعدها لاحظ الرجل الأعمى أن كل الناس يأتون ويضعون المال في القبعة، حتى شعر الأعمى أن القبعة امتلأت بالكثير من المال، فأحس أن الرجل الذي مر به منذ قليل قام بشيء ما لا يعرفه. فسأل أحد المارة ما المكتوب على الورقة؟، قرأ الرجل الورقة وقال نحن الآن في فصل الربيع ولكن لا أستطيع رؤيته.
كان هناك صديقان يسافران في الصحراء، وفي الطريق قام أحدهما بضرب الآخر على وجهه، فسكت الصديق الذي ضرب وقام بالكتابة على الرمال عبارة صديقي قام بضربي. وأكمل الصديقان السير فوقع أحدهما على الأرض وهو نفسه الذي ضرب في البدايه، فقام الصديق بمساعدة صديقه على الوقوف، فأسرع الصديق وكتب على الحجر لقد وقعت وقام صديقي بمساعدتي على الوقوف. فأستغرب الصديق من أفعال صديقه وسأله لماذا لما صفعتك كتبت على الرمال، ولما أنقذتك كتبت على الحجر، قال الصديق لصديقه عندما ضربتني كتبت على الرمال لكي تأتي رياح المحبة والتسامح وتمحو أي أثر للأذى، وكتبت على الحجر لما أنقذتني حتى يبقى فضلك علي منقوشا في قلبي وعقلي ولا أنسى أبدا فضلك الكريم.
كان هناك بائعا للزيت يبتغي الثراء الفاحش بأي وسيلة وبأقرب وقت ممكن فقام بخلط الزيت السيئ بالجيد وقلل من الثمن وبذلك اكتسب كثيرا من الزبائن وكثيرا من الأموال، وبالفعل حصل على ما تمنى فأصبح فاحش الثراء؛ وبيوم من الأيام قدم إلى بلدته صانعا للصابون واتفق معه على صفقة لشراء الزيت من عنده لصناعة صابونه، وقد اشترى بائع الزيت صابونا من الصانع وبعد أن استعمله أصيب بحساسية في الجلد وأمراضا متعددة، فقام برفع شكوى للقاضي يشكو فيها من صانع الصابون الذي سبب له الكثير من الأذى، وأمر القاضي بتحليل الصابون ومعرفة السبب وراء العلة وقد اكتشفوا أنه من الزيت المغشوش والذي أخبر صانع الصابون أنه نفس الزيت الذي قد اشتراه من بائع الزيت الذي هو نفسه قد تضرر من أفعاله وغشه للزيت وقد حكم عليه القاضي بما يستحقه من العقاب.
كانت هناك فتاة مريضة بشدة، بكل يوم تنتظر لحظة فراقها للحياة من كثرة الوجع والألم الذي أودى بها وبجسدها المتآكل، ولكنها بكل يوم كانت ترى من مكان مرقدها شجرة تتساقط أوراقها كل يوم، وبيوم أخبرت أختها الأصغر منها بأنها ستوافي منيتها حالما تتساقط جميع الأوراق من تلك الشجرة التي تراها يوميا، وبالفعل سقطت كل أوراق الشجرة ماعدا ورقة واحدة استمرت في الشجرة بالرغم من توالي الأيام والفصول، ومرت الأيام الطوال وبدأت الفتاة بالتعافي والخروج من شدتها، وبعدما أتم شفاؤها على أكمل وجه بفضل الله خرجت من حجرتها يعد غياب طويل ولكنها فور خروجها اكتشفت أن تلك الشجرة لم تكن إلا عبارة عن مجسم قد صنعته أختها من أجلها حتى تتمسك بحبل الله المتين وتتمسك بأي أمل، وبالفعل نجحت الأخت الذكية في طريقة تفكيرها وقد شفا الله عز وجل لها أختها المسكينة التي تحملت الكثير من الآلام قبل كتابة الشفاء لها.
يحكى أنه في يوم من الأيام كان هناك رجلا يتنزه في حديقة جميلة وفجأة وقعت عيناه على فراشة صغيرة تناضل من أجل الخروج من شرنقتها واستقبال الحياة، على الفور تدخل الرجل وقام بقص هذه الشرنقة ظنا منه بأنه بتلك الطريقة سيساعد الفراشة الصغيرة ولكنها حالما خرجت من الشرنقة لاقت حتفها حيث أنها لم تكن قد اكتسيت القدرة الكافية لخروجها للحياة وأنها كانت ما زالت هزيلة وغير قادرة على تقلبات الدهر، أيقن الرجل وتعلم درسا قاسيا في ضرورة ترك الأشياء على طبيعتها وأن بكل شيء خلقه الله تأتي من ورائه الحكمة، كما طبق ذلك الدرس على حياته كلها فمن الضروري ترك البعض يعاني من مشاكله حتى يجد لها الحل الأنسب وبذلك يكتسب الخبرات الكافية التي تمكنه من العيش في الحياة الصعبة وتجاوز كل صعابها.