‏بيت لفراشة المدرسة 

ذكرت إحدى المعلمات حادثة حصلت لها قبل أكثر من ٢٠ سنة..
وهي أنها كانت مشرفة على مقصف المدرسة 
وكان من عادتها أنها بعد انتهاء الفسحة ..
تجلس تعد النقود وتحسب الربح وتتفقد الناقص وغيرها من متطلبات المقصف ..
وكانت تعاونها إحدى الفراشات.. 
وكانت إمرأة مسكينة ضعيفة الحال تعول أبناءها الأيتام..

تقول المعلمة .. كنت ذات مرة أعد النقود وأغلبها ريالات..
لأن الطالبات ابتدائي ، 

     وكانت الريالات أمامي كثيرة..

فكنت أمازح الفراشة وأقول لها تخيلي يا أم فلان لو هذه الريالات تحولت لخمس مئات ..
فقالت : الله أكبر 
ثم قلت تخيلي لو صارت لك 
فقالت : يا الله من فضلك 
فقلت : طيب وش بتسوين بهالفلوس يا أم فلان؟
أجابت بسرعة : أشتري بيت يضفني أنا وهالأيتام ويريحني من هالأجار 
تقول المعلمة .. ضحكت وقلت : وييييين ياام أفلان؟!!
البيوت ماعاااااد يقدرون عليها الميسورين !!!
كيف عاد بغيرهم ؟!!!
فاجأتني الفراشة بأنها نظرت لي نظرة قوية 
وقالت : ماطلبته منك يا أبلى فلانة 
طالبته من الله سبحانه .. اللي رفع سبع 
فأفحمني ردها ..
انتهينا من المقصف .. وأكملت يومي الدراسي حتى انتهى ..
وعدت لمنزلي .. 
فلما حان وقت العصر ..
أخذت بنياتي وذهبت لزيارة والدتي ..
وكنت أراها أثناء جلستنا تتردد على الهاتف .. ومشغولة بالاتصالات ..
فسألتها : مالخبر يا أمي؟
قالت : فلانة قريبتنا التي طُلقت .. جمعنا لها مالاً لنشتري لها بيتاً .. وقد تم ذلك .. ولكن حين اشترينا البيت .. اتصلت تخبرنا
أنها ولله الحمد تصالحت مع زوجها وعادت لبيتها ..
والآن أستشير الأقارب .. وكلهم يقولون أخرجنا المال لله فلانريد استرجاعه بل يصرف في الخير ..
ولاندري ما نفعل به 

انطلقت المعلمة بلا شعور ..تحكي لوالدتها عن الفراشة المسكينة أم الأيتام وحالهامع الأجار 
وتعبها في توفيره وأمنيتها بالبيت

فعادت أمها تتصل بالأقارب وتسألهم عن رأيهم فاتفقوا أنه يعطى للفراشة المسكينة ..

تتحدث المعلمة عن نفسها فتقول :سبحان الله .. لقدكان هذا الحدث درساً لي في الثقة بالله وحسن الظن به ..
أنا التي كنت في وقت الضحى أضحك عليها وأقول من أين لك البيت .. 
أنا بنفسي وفي نفس اليوم .. آخذها  لِنَمُرَّ على المكتب العقاري .. 
       وتوقع العقد .. 
وتستلم البيت 
ما أعظم فضل الله 
وما أحسن التعلق به وسؤاله من فضله 
يدبر لك الأمور ويرزقك من حيث لا تحتسب 

لِنُلِحَّ في الدعاء .. ولنتحرَ أوقات الإجابة ..
فربنا تعالى  قال في كتابه الكريم :

ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ
رسائل قصص وعبر

‏بيت لفراشة المدرسة ذكرت إحدى المعلمات حادثة حصلت لها قبل أكثر من ٢٠ سنة.. وهي أنها كانت مشرفة على مقصف المدرسة وكان من عادتها أنها بعد انتهاء الفسحة .. تجلس تعد النقود وتحسب الربح وتتفقد الناقص وغيرها من متطلبات المقصف .. وكانت تعاونها إحدى الفراشات.. وكانت إمرأة مسكينة ضعيفة الحال تعول أبناءها الأيتام.. تقول المعلمة .. كنت ذات مرة أعد النقود وأغلبها ريالات.. لأن الطالبات ابتدائي ،      وكانت الريالات أمامي كثيرة.. فكنت أمازح الفراشة وأقول لها تخيلي يا أم فلان لو هذه الريالات تحولت لخمس مئات .. فقالت : الله أكبر ثم قلت تخيلي لو صارت لك فقالت : يا الله من فضلك فقلت : طيب وش بتسوين بهالفلوس يا أم فلان؟ أجابت بسرعة : أشتري بيت يضفني أنا وهالأيتام ويريحني من هالأجار تقول المعلمة .. ضحكت وقلت : وييييين ياام أفلان؟!! البيوت ماعاااااد يقدرون عليها الميسورين !!! كيف عاد بغيرهم ؟!!! فاجأتني الفراشة بأنها نظرت لي نظرة قوية وقالت : ماطلبته منك يا أبلى فلانة طالبته من الله سبحانه .. اللي رفع سبع فأفحمني ردها .. انتهينا من المقصف .. وأكملت يومي الدراسي حتى انتهى .. وعدت لمنزلي .. فلما حان وقت العصر .. أخذت بنياتي وذهبت لزيارة والدتي .. وكنت أراها أثناء جلستنا تتردد على الهاتف .. ومشغولة بالاتصالات .. فسألتها : مالخبر يا أمي؟ قالت : فلانة قريبتنا التي طُلقت .. جمعنا لها مالاً لنشتري لها بيتاً .. وقد تم ذلك .. ولكن حين اشترينا البيت .. اتصلت تخبرنا أنها ولله الحمد تصالحت مع زوجها وعادت لبيتها .. والآن أستشير الأقارب .. وكلهم يقولون أخرجنا المال لله فلانريد استرجاعه بل يصرف في الخير .. ولاندري ما نفعل به انطلقت المعلمة بلا شعور ..تحكي لوالدتها عن الفراشة المسكينة أم الأيتام وحالهامع الأجار وتعبها في توفيره وأمنيتها بالبيت فعادت أمها تتصل بالأقارب وتسألهم عن رأيهم فاتفقوا أنه يعطى للفراشة المسكينة .. تتحدث المعلمة عن نفسها فتقول :سبحان الله .. لقدكان هذا الحدث درساً لي في الثقة بالله وحسن الظن به .. أنا التي كنت في وقت الضحى أضحك عليها وأقول من أين لك البيت .. أنا بنفسي وفي نفس اليوم .. آخذها  لِنَمُرَّ على المكتب العقاري ..        وتوقع العقد .. وتستلم البيت ما أعظم فضل الله وما أحسن التعلق به وسؤاله من فضله يدبر لك الأمور ويرزقك من حيث لا تحتسب لِنُلِحَّ في الدعاء .. ولنتحرَ أوقات الإجابة .. فربنا تعالى  قال في كتابه الكريم : ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ

تم النسخ
المزيد من حالات قصص وعبر

​​​​​​​​📝 قصة من مواقف الفاروق وأم سلمة يوم الحديبية . -------------------------------------------------------- قصة عمر وأم سلمة يوم الحديبية يقول المولى عزوجل في تحريم القتال بالبيت الحرام ؛ {وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّىٰ يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ ۖ فَإِن قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ ۗ كَذَٰلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ} فلعلهم حين تأتي أشهر التحريم أو يأتي مكانه يستريحون من الحرب ، فيدركون لذة السلام وأهمية الصلح ، فيقضون على أسباب النزاع بينهم دون حرب ، فسعار الحرب يجر حربًا ، بينما تجر لذة السلام وراحة الأمن وهدوء الحياة ، ميلاً للمصالحة وفض النزاعات دائمًا بالطرق السلمية. والمتأمل في هذه الأماكن التي حرمها الله يجدها على درجات ، وكأنها دوائر مركزها بيت الله الحرام ، وهو الكعبة ثم المسجد الحرام حولها ، ثم البلد الحرام وهي مكة ، ثم المشعر الحرام وهو مزدلفة ؛ والذي يأخذ جزءً من الزمن فقط في أيام الحج . والكعبة ليست كما يظن البعض بأنها هذا البناء الذي نراه ، وإنما الكعبة هي المكان ، أما هذا البناء فهو المكين ، فلو نقضت هذا البناء القائم الآن فمكان البناء هو البيت ، هذا مكانه إن نزلت في أعماق الأرض أو صعدت في طبقات السماء . وبالعودة إلى ما دار بين المسلمين والكافرين يوم الحديبية ، نجد أن الكافرون قد صدوا المسلمين عن بيت الله الحرام وهم على مرمى بصر منه ، مما تسبب في احتقان المسلمون ورأى بعضهم أن يدخلوا مكة عنوة ، ورغمًا عن الكفار . ولكن كان بين رسل الله صلّ الله عليه وسلم ظن سر بينه وبين المولى عزوجل ، فنزل على شروط الكفار وعقد صلحًا معهم عُرف بصلح الحديبية ، ذلك الصلح الذي أثار حفيظة الصحابة وعلى رأسهم عمر بن الخطاب ، فقال لرسول الله ؛ يا رسول الله ألسنا على الحق ، فقال النبي عليه الصلاة والسلام بلى ، فقال عمر أليسوا هم على باطل ؟ قال النبي بلى ، قال عمر فلم نعطى الدنيّة في ديننا. وكان من بنود هذا الصلح أنه إذا دخل أحد الكفار إلى صفوف المسلمين وأسلم يرده محمد ، أما إذا دخل أحد المسلمين صفوف الكفار وصار من بينهم ، فلا يردوه ، وكان للسيدة أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها ، موقفًا عظيمًا في هذه الشدة ، ورأي سديد أعاد الرجال إلى الرشد والصواب ، حيث عاد رسول الله الأمين إلى فسطاطه مغضبًا ، وقال لأم سلمة ؛ هلك المسلمون يا أم سلمة ، لقد أمرتهم فلم يمتثلوا ؛ أي أمرتهم بالعودة هذا العام دون أداء العمرة. فقالت له السيدة أم سلمة ، يا رسول الله إنهم مكروبون فقد منعوا من بيت الله وهم على مرمى بصر منه ، ولكن اذهب إلى ما أمرك به المولى عزوجل ، فأفعل فإذا رأوك قد فعلت عرفوا أن الأمر عزيمة ، وبالفعل أخذ رسول الله صلّ الله عليه وسلم بالنصيحة فذهب فحلق وذبح هدية ففعل الناس مثله ، وانتهت هذه المسألة. ولكن قبل أن يعودوا إلى المدينة أراد الله أن يبين الحكمة من قبول رسوله لشروط المشركين ، رغم أنها ظالمة ومجحفة كثيرًا أمامهم ، فأولاً عقد هذا الصلح قد ساعد في الاعتراف بسيدنا محمد ومكانته ومنزلته ، وأنه قد صار مساويًا لهم وهذا مكسب عظيم . وثانيًا ؛ اتفق الطرفان على إيقاف القتال بينهما عدة سنوات ؛ مما ساعد المسلمين على استقبال الوفود ونشر دين الله ، وثالثًا ؛ أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يستطيع أن يقتل الكفار جميعًا ، ويدخل مكة رغمًا عن أهلها ، ولكن ماذا بشأن المسلمين الذين يسترون إيمانهم بين الكفار ؟ فقد كان سينالهم نصيب مما يصيب الكفار . 🍃📖 قصص إسلامية 📖🍃       

التضحية الكبرى تدهورت صحتها في تلك المنطقة البعيدة ، فقرر الأبناء إحضارها إلى المدينة التي يسكنونها، حيث أعمالهم وبيوتهم ، تدخل المستشفى وتتحسن قليلًا ، وتُشَمِّر ابنتها الوحيدة عن ساعديها ، وتفرغ نفسها تمامًا لرعاية والدتها، تساعدها على تناول طعامها وشرابها ، ولا تنسى موعد دوائها ، وتقرأ عندها بعض الكتب النافعة ، تدخل السرور على نفسها ببعض الأخبار المحيطة ، وتفتح معها أحيانا صفحات الماضي، وتذكرها بالمواقف الطريفة التي مرت بهما . يحضر الأبناء يوميا للزيارة ، وقد انحصر دورهم في التلفظ ببعض عبارات المجاملة المجردة : - كيف حالكم ؟! - هل تحتاجون شيئًا ؟! - نحن في الخدمة. وهكذا كل يوم ، ومن ثم ينطلق كل منهم إلى عالمه الخاص ، إلى عمله وبيته، وزوجته ، وأولاده. يمر اليوم تلو الآخر ، وزوج الابنة ينتظر عودتها إلى بيتها وأولادها العشرة ، فقد أعياه التعب من تحمل مسئوليتهم ؛ وهو يشعر بالمرارة لتنصل إخوة زوجته من مسئوليتهم ، وتهربهم من العناية بوالدتهم سواء في المستشفى أو البيت. تحسنت حالة الأم ، وجاء دور الأبناء لاحتضانها في بيوتهم في أواخر أيامها، وتهيئة الجو المريح لها، ولكنهم لاذوا بالصمت ، وكانوا في قرارة أنفسهم سعداء لطيبة شقيقتهم ، وتفانيها في خدمة والدتهم ، ففي برها تغطية لعقوقهم ، وفي تحملها للمسئولية فتحت المجال أمامهم واسعًا للتهرب بصمت ، فهم أمام المجتمع أولاد بارون يبذلون الغالي والنفيس ، ولكن الواقع المرير الذي تعيشه الأم ، يقرُّ بحياتها المأساوية ، وينطق بالحقيقة الصامتة ، ويعلن بصمت وجل خسارة أبنائها، وحرمانهم من أجر البر. فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «رغم أنفه ، ثم رغم أنفه ، ثم رغم أنفه، فقيل : من يا رسول الله ؟ قال : من أدرك والديه عند الكبر أحدهما أو كليهما ثم لم يدخل الجنة» [أخرجه مسلم] . يتغافل زوج الابنة إخوة زوجته ، ويحضر إلى المستشفى ، يناقش زوجته في الوضع ، ويذكرها بمسئوليتها تجاه بيته وأولاده ، ويذكرها بمسئولية إخوتها تجاه والدتهم ، فترفض طلبه في مفاتحة إخوتها في الأمر ، ولكنه يصر على طلبه، ويهددها إن لم تذعن لطلبه ، تجهش بالبكاء بضعف ظاهر ، وتدرك الأم الوضع الذي وقعت فيه ابنتها ، وتجهش الأخرى بالبكاء ، لقد اعتادت على قرب ابنتها في هذه الفترة الحرجة ، وتعرف جيدًا أنه ليس في أولادها من هو بار بها مثل ابنتها. تمر الأيام ، ويحضر زوج الابنة إلى المستشفى في الوقت الذي يتوقع فيه اجتماع إخوة زوجته عند والدتهم ، يلمح ببعض الجمل والكلمات ، ويصرح ببعض ما آل إليه حال بيته وأطفاله في ظل غياب زوجته ، ويبين ضرورة عودتها إلى بيتها، وأن الوالدة إنما هي مسئولتهم فقط ، وشيئًا فشيئًا بدأ الكلام بوضوح ، وبدأت السحب تنقشع عن واقع هذه المأساة ، وقد فهم الأبناء هذه اللحظة المغزى من كلامه ، واستوعبت عقولهم المطلوب ، ولكن الهوى والشيطان كانا لهم بالمرصاد لكل إجراء صحيح. تعالت الأصوات معارضة لكل كلمة تفوه بها ، وكانت الحجة بأن الأم قد اعتادت على قربها ، ولا تريد سواها لخدمتها ، متناسين أن الأم لم تجد سواها لخدمتها بصدق وإخلاص ، عندها هب الزوج منتفضًا من مكانه ، وقد اتهمهم بالتهرب من مسئولية قد فرضها الله عليهم، وإلقائها كاملة على أختهم التي لا حول لها ولا قوة. تعالت الأصوات ، وتبادلوا الاتهامات ، والأم وابنتها تجهشان بالبكاء ، وصار للغرفة جلبة شديدة ، فهذا يتهم ، وهذا يدافع ، وهذا يرد ، والنتيجة أنه ليس من حل أمامهم إلا استمرار شقيقتهم في مراعاة الوالدة مهما تكن النتائج ، فقد رفضوا مبدأ أخذها إلى بيوتهم ، ولم تعجبهم فكرة استئجار سكن خاص بها مع وضع من يخدمها، كما رفضوا فكرة التناوب على خدمتها بحجة ارتباطهم بأعمالهم ووظائفهم. أدرك الزوج أن الأبواب قد أوصدت كلها في وجهه ، وأنه ما من حل مناسب معهم، وأنهم يرفضون أيضا مبدأ التعاون في خدمة والدتهم ، فسأل زوجته عن قرارها أمامهم ، وجعل الحل كاملًا بيدها ، نظرت إلى إخوتها وعيونهم تنطق بالعقوق ، فنطق لسانها بالبر وقالت : إن لم يتهيأ لوالدتي من يخدمها بصدق وإخلاص فلن أفرط في ذلك ، ولن أدعها نهباً للحسرة والألم في هذه الفترة. يخرج الزوج غاضبًا ، ويبتسم الإخوة وهم يستشعرون نشوة الانتصار ، وكانت نتيجة انتصارهم المصطنع بعد أيام ، ورقة طلاق شقيقتهم وصلتها في المستشفى، استلمتها على مرأى ومسمع من والدتها، والتي زادت آلامها آلامًا جديدة. المصدر : (أبناؤنا بين البر والعقوق)

الأصدقاء الثلاثة كان في مدينتنا قديما ثلاثة أصدقاء، طبعوا على الوفاء والتسامح والإخلاص. وكان كل واحد منهم يمدّ يد المعونة في حال عوزه أو فقره. كما كانوا لا يفارق الواحد منهم الآخر. فمجالسهم واحدة، وسهراتهم واحدة، وأكثر أوقات فراغهم يقضونها معا. وكان واحد من الثلاثة ميسور الحال، أقبلت عليه الدنيا، رغيد العيش، إلا أنه كان لا يحب أن يعيش هكذا وحده دون صديقيه. فغالباً ما كان يمدّ لهما يد المساعدة من غير منّة أو كدر. وكان الصديقان لا ينسيان معروف صديقهما. فما إن يتوفر لدى أحد منهما المال حتى يعيده إلى ذلك الصديق الغني الميسور. غير أن هذه الأمور غير ذات قيمة أمام العاطفة التي كان يظهرها كل منهم للآخر إذا ما أصيب بمرض أو مرّت عليه فترات حزن أو مصاعب. وهنا تعرف الصداقة عندما يبتعد الصديق عن أنانيته وحبه لذاته ويكون وفيّا ودودا لصديقه. وبما أن الصديق الميسور لم يكن بحاجة إلى البحث عن عمل ليحصل رزقه، فقد بقي في هذه المدينة. أمّا صديقاه فودّعاه في يوم، وسافر كل منهما إلى مكان يسعى فيه وراء الرزق الحلال الشريف. كان الوداع مؤثّرا. ثلاثة أصدقاء يودع الواحد منهم الآخر بعد أن عاشوا معا فترة طويلة، وكل منهم يشعر أنه جزء من الآخر. بقي الصديق الميسور في المدينة، وكان على غناه مبذراً، فظل ينفق دون أن يقيم وزنا لما لديه من مال، حتى رقّت حاشية ماله، وتبدّل الزمان معه، فانتقل من غنى إلى فقر، وباتت عائلته بحاجة إلى المال لتسدّ حاجة طعامها وكسائها. ولكن من أين يأتي الصديق بالمال؟ فصديقاه الآخران قد رحلا، وليس له غيرهما في المدينة. فأمضى أكثر أوقاته حزينا يعاني ألم البعد وحسرة الفقر والحرمان. وفي يوم قالت له زوجته: لماذا لا ترسل يا حامد رسالة إلى أحد صديقيك تخبره فيها مدى حاجتك إلى المال؟ فقال حامد: إني أشعر بالخجل كلما فكرت في أمر كهذا. فقالت الزوجة: غير أنك كنت تساعد كلا منهما في حالة ضيقه، ومن غير أن تشعره أن لك عليه منّة، والصديق عند الضيق. وراحت زوجته تلحّ عليه حتى أقنعته، فبعث برسالة إلى أحد صديقيه يطلب فيها بعض المال. وصلت الرسالة إلى الصديق وحزن حزنا شديدا لحالة صديقه حامد، فأرسل إليه فوراً مبلغاً كبيراً من المال. ومرّت الأيام وإذا بالمال يصل إلى حامد، فيتسلمه مسرورا مقدّرا صنيع صديقه معه مؤكدا لزوجته أن صديقه وكما قالت له، وفيّ له كل الوفاء. غير أن المال الذي وصل إلى حامد لم يبق طويلا لديه، إذ وصلته رسالة من صديقه الثاني يشكو له فيها قلة عمله، وحالة فقره وعوزه، ويطلب إليه فيها أن يمده بشيء من المال لأنه في غربة لا يعرف الناس فيها بعضهم بعضا. رقّ قلب حامد على حال صديقه وأرسل إليه كل المال الذي كان قد تسلمه من صديقه. وعاد حامد إلى ما كان عليه من حاجة، وعادت عائلته تعاني ما تعاني من الجوع والفقر. في هذه الأثناء، تقلبت الحال مع صديق حامد الذي طلبت زوجته أن يرسل إليه رسالة يطلب فيها مساعدته. فكتب إلى الصديق الثاني الذي لم يجد عملا في غربته يطلب إليه فيها أن يمده بشيء من المال. وكان الصديق الذي لم يجد عملا بعد قد تسلّم المال من حامد. وما إن وصلت إليه رسالة صديقه حتى أرسل إليه كل المال الذي تسلمه من حامد. وعندما وصل المال إليه وجد أنه المال الذي سبق له أن أرسله إلى صديقه حامد. وهنا ترك المكان الذي يعمل فيه وعاد إلى المدينة وزار أول من زار حامداً. وفوجئ حامد بعودة صديقه. فكان لقاء من أطيب ما عرفه الصديقان من لقاءات، وقال الصديق لحامد: أتعرف ما وصلنا من صديقنا البعيد؟ وصلني المال الذي أرسلته إليك. وهنا عرف الصديق ما فعله حامد بالمال، فأكبر فيه صداقته، كما أكبرا معا صداقة صديقهما الغائب. ومرّت فترة قصيرة، وعاد الصديق الغائب إلى المدينة. وكانت حال كل منهم قد تحسّنت، فعادوا إلى الحياة التي عاشوها من قبل. وهكذا عرفت فيهم هذه الدنيا مثال الصداقة والنبل والوفاء.

كان لرجل أربعة نساء وكنّ يعنفنه دائماً وفي أحد الأيام غضبن عليه وضربنه ضرباً مؤلماً.. ثم حملنه خارج الدار إثنتين من رجليه واثنتين من يديه أمام مرأى أحد أصدقائه.. وبعد يومين رأه يشتري جارية فقال له ويحك! ماهاذا؟ أما يكفيك ما فعلن لك نسائك الأربعة؟ فقال له: أما رأيت كيف كن  يحملنني ورأسي مُدلى على الأرض؟ لقد اشتريت الخامسه لتمسك رأسي كي لا يتهشم😁

​​​​​​​📝 قصة من أكرم أهل أزمانه💰، من نوادر العرب، قصص الكرم والعطاء . -------------------------------------------------------- قال الهيثم بن عدي: اختلف ثلاثة عند الكعبة في أكرم أهل زمانهم، فقال أحدهم: عبد الله ابن جعفر، وقال الآخر: قيس بن سعد، وقال الآخر: عرابة الأوسي، فتماروا في ذلك حتى ارتفع ضجيجهم عند الكعبة ..!! فقال لهم رجل: فليذهب كل رجل منكم إلى صاحبه الذي يزعم أنه أكرم من غيره، فلينظر ما يعطيه وليحكم على العيان ..!! فذهب صاحب عبد الله بن جعفر إليه فوجده قد وضع رجله في الغرز ليذهب إلى ضيعة له، فقال له: يا بن عم رسول الله ابن سبيل ومنقطع به ..!! قال: فأخرج رجله في الغرز وقال: ضع رجلك واستو عليها فهي لك بما عليها، وخذ ما في الحقيبة، ولا تخدعن عن السيف فإنه من سيوف علي، فرجع إلى أصحابه بناقة عظيمة وإذا في الحقيبة أربعة آلاف دينار، ومطارف من خز وغير ذلك، وأجلُّ ذلك سيف علي بن أبي طالب ..!! ومضى صاحب قيس بن سعد إليه فوجده نائما، فقالت له الجارية: ما حاجتك إليه؟ قال: ابن سبيل ومنقطع به ..!! قالت: فحاجتك أيسر من إيقاظه، هذا كيس فيه سبعمائة دينار ما في دار قيس مال غيره اليوم، واذهب إلى مولانا في معاطن الإبل فخذ لك ناقة وعبدا، واذهب راشدا ..!! فلما استيقظ قيس من نومه أخبرته الجارية بما صنعت فأعتقها شكرا على صنيعها ذلك ..!! وقال: هلا أيقظتني حتى أعطيه ما يكفيه أبدا، فلعل الذي أعطيتيه لا يقع منه موقع حاجته ..!! وذهب صاحب عرابة الأوسي إليه فوجده وقد خرج من منزله يريد الصلاة وهو يتوكأ على عبدين له – وكان قد كف بصره – . فقال له: يا عرابة ..!! فقال: قل .. فقال: ابن سبيل ومنقطع به ..!! قال: فخلى عن العبدين ..!! ثم صفق بيديه، باليمنى على اليسرى، ثم قال: أوّه أوّه، والله ما أصبحت ولا أمسيت وقد تركت الحقوق من مال عرابة شيئا، ولكن خذ هذين العبدين ..!! قال: ما كنت لأفعل ..!! فقال: إن لم تأخذهما فهما حران، فإن شئت فأعتق، وإن شئت فخذ ..!! وأقبل يلتمس الحائط بيده ..!! قال: فأخذهما وجاء بهما إلى صاحبيه ..!! قال: فحكم الناس على أن ابن جعفر قد جاد بمال عظيم، وأن ذلك ليس بمستنكر له، إلا أن السيف أجلها ..!! وأن قيسا أحد الأجواد حكم مملوكته في ماله بغير علمه واستحسن فعلها واعتقها شكرا لها على ما فعلت ..!! واجمعوا على أن أسخى الثلاثة عرابة الأوسي، لأنه جاد بجميع ما يملكه، وذلك جهد من مقل ..!! . 📝 المصادر : 📚 البداية والنهاية لابن كثير 📚 سيرة إعلام النبلاء للذهبي . 🍃📖 قصص إسلامية 📖🍃          

عرض المزيد

من تطبيق رسائل
احصل عليه من Google Play