ولذا قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ما أحببت الإمارة إلا يومئذ . كما عند مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه . لا لأجل الإمارة ، ولكن لأجل هذه المنزلـة العالية الرفيعة يحبّ الله ورسوله ويُحبُّـه الله ورسوله اشتهر عليّ رضي الله عنه بالفروسية والشجاعة والإقدام . وكان اللواء بيد علي رضي الله عنه في أكثر المشاهد . بارز عليٌّ رضي الله عنه شيبة بن ربيعة فقتله عليّ رضي الله عنه ، وذلك يوم بدر . وكان أبو ذر رضي الله عنه يُقسم قسما إن هذه الآية ( هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ) نزلت في الذين برزوا يوم بدر ؛ حمزة وعلي وعبيدة بن الحارث ، وعتبة وشيبة ابني ربيعة والوليد بن عتبة . رواه البخاري ومسلم . وفي اُحد قام طلحة بن عثمان صاحب لواء المشركين فقال : يا معشر أصحاب محمد إنكم تزعمون أن الله يعجلنا بسيوفكم إلى النار ، ويعجلكم بسيوفنا إلى الجنة ، فهل منكم أحد يعجله الله بسيفي إلى الجنة أو يعجلني بسيفه إلى النار ؟! فقام إليه علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال : والذي نفسي بيده لا أفارقك حتى يعجلك الله بسيفي إلى النار ، أو يعجلني بسيفك إلى الجنة ، فضربه عليّ فقطع رجله فسقط فانكشفت عورته فقال : أنشدك الله والرحم يا ابن عمّ . فكبر رسول الله وقال أصحاب عليّ لعلي : ما منعك أن تُجهز عليه ؟ قال : إن ابن عمي ناشدني حين انكشفت عورته ، فاستحييت منه . وبارز مَرْحَب اليهودي يوم خيبر فخرج مرحب يخطر بسيفه فقال : قد علمت خيبر أني مرحب = شاكي السلاح بطل مجرب إذا الحروب أقبلت تلهب فقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : أنا الذي سمتني أمي حيدرة = كليث غابات كريه المنظرة أوفيهم بالصاع كيل السندرة ففلق رأس مرحب بالسيف ، وكان الفتح على يديه . وعند الإمام أحمد من حديث بُريدة رضي الله عنه : فاختلف هو وعليٌّ ضربتين ، فضربه على هامته حتى عض السيف منه بيضة رأسه ، وسمع أهل العسكر صوت ضربته . قال : وما تتامّ آخر الناس مع عليّ حتى فتح له ولهم . ومما يدلّ على شجاعته رضي الله عنه أنه نام مكان النبي صلى الله عليه وسلم لما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم الهجرة . ومع شجاعته هذه فهو القائل : كُنا إذا احمرّ البأس ، ولقي القوم القوم ، اتقينا برسول الله صلى الله عليه وسلم ، فما يكون منا أحد أدنى من القوم منه . رواه الإمام أحمد وغيره . فما أحد أشجع من رسول الله صلى الله عليه وسلم . ومن فضائله رضي الله عنه : اجتمع له من الفضائل الجمّـة ما لم يجتمع لغيره . فمن ذلك ما أخرجه ابن عساكر أن علياً رضي الله عنه قال : محمد النبي أخي وصهري = وحمزة سيد الشهداء عمي وجعفر الذي يمسي ويضحى = يطير مع الملائكة ابن أمي وبنت محمد سكني وعرسي = مَسُوطٌ لحمها بدمي ولحمي وسبطا أحمد ولداي منها = فأيكم له سهم كسهمي ؟ من كريم خُلقه : أنه جاءه رجل فقال : يا أمير المؤمنين إن لي إليك حاجة فرفعتها إلى الله قبل أن أرفعها إليك ، فإن أنت قضيتها حمدت الله وشكرتك ، وإن أنت لم تقضها حمدت الله وعذرتك ، فقال عليّ : اكتب حاجتك على الأرض ، فإني أكره أن أرى ذل السؤال في وجهك . تواضعه رضي الله عنه : قال عليّ رضي الله عنه : لا أوتي برجل فضلني على أبي بكر وعمر ، إلا جلدته حد المفتري . وقال محمد بن الحنفية : قلت لأبي : أي الناس خير بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : أبو بكر . قلت : ثم من ؟ قال : ثم عمر . وخشيت أن يقول عثمان . قلت : ثم أنت ؟ قال : ما أنا إلا رجل من المسلمين . رواه البخاري . ابتلاؤه رضي الله عنه : ابتُلي رضي الله عنه من قبل أقوام ادّعوا محبّـته ، فقد ادّعى أقوام من الزنادقة أن علياً رضي الله عنه هو الله ! فقالوا : أنت ربنا ! فاغتاظ عليهم ، وأمر بهم فحرّقوا بالنار ، فزادهم ذلك فتنة وقالوا : الآن تيقنا أنك ربنا ! إذ لا يعذب بالنار إلا الله . وقال رضي الله عنه : يهلك فيّ اثنان ؛ محب يُقرّظني بما ليس فيّ ، ومبغض يحمله شنآني على أن يبهتني ، ألا إني لست بنبي ولا يوحى إليّ ، ولكني أعمل بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ما استطعت ، فما أمرتكم من طاعة الله فحقّ عليكم طاعتي فيما أحببتم وكرهتم . وقد قيل لعلي رضي الله عنه : إن هنا قوماً على باب المسجد يدّعون أنك ربهم ، فدعاهم ، فقال لهم : ويلكم ما تقولون ؟ قالوا : أنت ربنا وخالقنا ورازقنا ! فقال : ويلكم إنما أنا عبدٌ مثلكم ؛ أكل الطعام كما تأكلون ، وأشرب كما تشربون ، إن أطعت الله أثابني إن شاء ، وإن عصيته خشيت أن يعذبني ، فاتقوا الله وأرجعوا ، فأبوا ، فلما كان الغد غدوا عليه ، فجاء قنبر فقال : قد والله رجعوا يقولون ذلك الكلام ، فقال : أدخلهم ، فقالوا : كذلك ، فلما كان الثالث قال : لئن قلتم ذلك لأقتلنكم بأخبث قتلة ، فأبوا إلا ذلك ، فقال : يا قنبر ائتني بفعلة معهم ، فخدّ لهم أخدوداً بين باب المسجد والقصر .
قصص الصحابة: علي بن أبي طالب: أمير المؤمنين الإمام الكريم : علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي ، أبو الحسن . رضي الله عنه وأرضاه . كُنيته : أبو الحسن . وكنّاه النبي صلى الله عليه وسلم : أبا تراب ، وسيأتي الكلام على سبب ذلك . مولده : وُلِد قبل البعثة بعشر سنين . وتربّى في حجر النبي صلى الله عليه وسلم ولم يُفارقه . فضائله : فضائله جمّـة لا تُحصى ومناقبه كثيرة حتى قال الإمام أحمد : لم ينقل لأحد من الصحابة ما نقل لعلي . وقال غيره : وكان سبب ذلك بغض بني أمية له ، فكان كل من كان عنده علم من شيء من مناقبه من الصحابة يُثبته ، وكلما أرادوا إخماده وهددوا من حدّث بمناقبه لا يزداد إلا انتشارا . ومن هنا قال الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية : باب ذِكر شيء من فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه . ثم أطال رحمه الله في ذكر فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، قال : فمن ذلك أنه أقرب العشرة المشهود لهم بالجنة نسبا من رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال الحافظ ابن حجر : وقد ولّـد له الرافضة مناقب موضوعة ، هو غنى عنها . قال : وتتبع النسائي ما خُصّ به من دون الصحابة ، فجمع من ذلك شيئا كثيراً بأسانيد أكثرها جياد . وكتاب الإمام النسائي هو خصائص عليّ رضي الله عنه . وهذا يدلّ على محبة أهل السنة لعلي رضي الله عنه . وأهل السنة يعتقدون محبة علي رضي الله عنه دين وإيمان . من فضائله رضي الله عنه : أول الصبيان إسلاماً . أسلم وهو صبي ، وقُتِل في الإسلام وهو كهل . قال عليه الصلاة والسلام لعلي رضي الله عنه يوم غدير خم : ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قالوا : بلى . قال : اللهم من كنت مولاه فعليّ مولاه . اللهم والِ من والاه ، وعاد من عاد . رواه الإمام أحمد وغيره . وروى الإمام مسلم في فضائل علي رضي الله عنه قوله رضي الله عنه : والذي فلق الحبة ، وبرأ النَّسَمَة إنه لعهد النبي الأمي صلى الله عليه وسلم إليّ أن لا يحبني إلا مؤمن ، ولا يبغضني إلا منافق . وروى عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أنه قال في حق عليّ رضي الله عنه : ما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول الله صلى الله عليه وسلم فلن أسبّه ؛ لأن تكون لي واحدة منهن أحب إليّ من حمر النعم . سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له ، خَلّفه في بعض مغازيه فقال له عليّ : يا رسول الله خلفتني مع النساء والصبيان ؟! فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ، إلا انه لا نبوة بعدي ؟ وسمعته يقول يوم خيبر : لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله . قال : فتطاولنا لها فقال : ادعوا لي علياً . فأُتي به أرمد ، فبصق في عينه ودفع الراية إليه ، ففتح الله عليه . ولما نزلت هذه الآية : ( فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ ) دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا ، فقال : اللهم هؤلاء أهلي . روى عليّ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم كثيراً . شهد المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا غزوة تبوك ، فقال له بسبب تأخيره له بالمدينة : ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ،إلا أنه لا نبي بعدي . وهذا كان يوم تبوك خلفه النبي صلى الله عليه وسلم على المدينة ، وموسى خلف هارون على قومه لما ذهب موسى لميعاد ربه . وهو بَدري من أهل بدر ، وأهل بدر قد غفر الله لهم . وشهد بيعة الرضوان . وهو من العشرة المبشرين بالجنة . وهو من الخلفاء الراشدين المهديين فرضي الله عنه وأرضاه . وهو زوج فاطمة البتول رضي الله عنها ، سيدة نساء العالمين . وهو أبو السبطين الحسن والحسين ، سيدا شباب أهل الجنة . قال صلى الله عليه وسلم : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ، وأبوهما خير منهما . رواه ابن ماجه ، وصححه الألباني . وكان علي رضي الله عنه أحد الشورى الذين نص عليهم عمر ، فعرضها عليه عبد الرحمن بن عوف وشرط عليه شروطا امتنع من بعضها ، فعدل عنه إلى عثمان ، فقبلها فولاه ، وسلم عليّ وبايع عثمان . ولم يزل عليّ رضي الله عنه بعد النبي صلى الله عليه وسلم متصديا لنصر العلم والفتيا . من خصائص عليّ رضي الله عنه ما رواه البخاري ومسلم عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر : لأعطين هذه الراية رجلاً يفتح الله علي يديه ، يحبّ الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله . قال : فَباتَ الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها . قال : فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يرجون أن يعطاها ، فقال : أين علي بن أبي طالب ؟ فقالوا : هو يا رسول الله يشتكى عينيه . قال : فأرسلوا إليه . فأُتيَ به ، فبصق رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه ودعا لـه فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع فأعطاه الراية .
قصص الصحابة: خالد بن الوليد: خالد بن الوليد هو أحد أهم الشخصيات فى التراث الاسلامي ، فقد كان من أعظم القادة العسكريين عبر التاريخ الإسلامي ، ولقد لقبه سيدنا محمد صلّ الله عليه وسلم ، بلقب سيف الله المسلول ، وحين مماته كان كل شبر فى جسده لا يخلو من آثار الطعنات والسيوف ، وقد تحمل كل هذه الجراح وهو حاميًا ومدافعًا عن الدين الاسلامي الحنيف ورافعا رايته عاليه . ولادته ونشأته: ولد خالد بن الوليد فى مكه عام 30 ق.هـ – الموافق لعام 592 م ، أبوه هو الوليد بن المغيرة بن عبد الله المخزومي القريشي ، فهو ينحدر من سلالة بنى مخزوم رفيعة النسب والمكانة ، فأبوه الوليد بن المغيره كان سيد بنى مخزوم ، ومن أغنى أغنياء مكة فى عصره ، وأمه هي لبابة بنت الحارث الهلاليه ، وهي أخت أم المؤمنين السيدة ميمونه بنت الحارث إحدى زوجات الرسول صلّ الله عليه وسلم . وكما جرت عادة أشراف قريش قديما فقد قاموا بإرسال خالد بن الوليد إلى الصحراء ، لكي يتربى ويشب صحيحًا فى جو الصحراء ، ثم عاد لوالديه وهو بعمر السادسة ، وقد تعلم خالد الفروسية منذ صغره وأظهر براعة ونبوغًا يفوق جميع أقرانه منذ وقت مبكر ، توفى أبوه الوليد بن المغيرة المخزومي القريشي بعد الهجرة النبوية الشريفه بثلاثة أشهر ، وأصبح خالد بن الوليد زعيم قومه الذين كانوا لم يعتنقوا بعد الدين الاسلامي . قبل دخوله الاسلام : تزعم خالد ابن الوليد قبل اعتناقه الاسلام معركتين شهيرتين ، كان فيها زعيما لجيوش المشركين الذين يحاربون الرسول صلّ الله عليه وسلم ، إحداهما هي غزوة أحد ، فقد قام خالد بن الوليد فيها بدور محورى وحيوي لصالح جيش المشركين . حيث استطاع بمهارته تحويل هزيمتهم إلى نصر ، فقد استغل صغره وقع فيها رماة المسلمين ، اذ انشغلوا بجمع الغنائم وتركوا جبل الرماة ، فهاجم خالد بن الوليد مع فرسانه صفوف المسلمين من الخلف وحاصرهم ، وتحولت هزيمة المشركين إلى نصر على المسلمين ، وانقلبت دفة المعركة . والغزوة الأخرى كانت غزوة الخندق ففي تلك المعركة ، أرسل الله سبحانه وتعالى ريحا عاصفة على جيوش المشركين ، شتت جيادهم ، وحطمت دورهم وخيامهم ، فيأس المشركين من عبور الخندق للوصول إلى المسلمين ، وتقهقروا عن المدينة المنوره . وشارك خالد ابن الوليد وعمرو بن العاص ، في صفوف الأحزاب وكان دورهم تأمين مؤخرة الجيش مع مائتي فارس ، خوفًا من ملاحقة المسلمين لهم ، وأخذ خالد بن الوليد يفكر بينه وبين نفسه ، عن السر الإلهي الذي يساند جيش محمد عليه الصلاة والسلام ، وبدأ يفكر فى دين الاسلام وفي سيدنا محمد الصادق الأمين . اعتناقه الاسلام: فى ذلك الوقت كان الوليد بن الوليد بن المغيرة أخو خالد بن الوليد ، قد اعتنق الاسلام ، فأرسل الى خالد بن الوليد رسالة يدعوه فيها إلى اعتناق الاسلام ، وأن يدرك ما قد وفاته ، وأن رسول الله محمد يقول عنه (ما مثل خالد يجهل الإسلام ، ولو كان جعل نكايته وحده مع المسلمين على المشركين لكان خيرًا له ، ولقدمناه على غيره) . أنه ذو عقل راجح وذلك العقل سوف يهديه إلى الصواب والإيمان ، فتأثر خالد بن الوليد من رسالة أخيه ، وعقد العزم على السفر ليثرب لكي يعلن اسلامه ، وفي طريقه الى يثرب التقى بعمرو بن العاص ، وقد كان مهاجرًا هو الآخر لكي يعلن اسلامه وسافرا سويًا ، وبالفعل اعتنقا الاسلام ، وحينها قال الرسول محمد عليه الصلاة والسلام : إن مكة قد ألقت إلينا أفلاذ كبدها . فتوحات وانتصارات : قاد خالد بن الوليد بعض الغزوات فى حياة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام وانتصر فيها انتصارا عظيمًا ، كغزوة مؤتة والتي أظهر فيها خالد بن الوليد ذكاءًا وشجاعة القائد ، فقد اختار الرسول محمد ثلاثة قادة ، من قادة المسلمين تكون لهم قيادة الجيش على التوالى ، هم : زيد ابن الحارثة ، جعفر بن ابي طالب ، عبد الله بن رواحة . وعند وصول الجيش إلى مؤتة ، فوجئ جيش المسلمون بأنفسهم أمام جيش مكون من مائتي ألف مقاتل ، نصفهم من الروم والنصف الآخر من الغساسنة ، وظل المسلمون يتشاورون فى أمرهم ، واقترح البعض بأن يرسلوا إلى رسول الله ليشرحوا له الأمر ويطلبوا منه مددًا . ولكن اعترض عبد الله بن رواحه رضي الله عنه ، وأقنعهم بالدخول إلى المعركة ، واستمر القتال لمدة ليلتين ، قُتل فيهما القادة الثلاثة على التوالي ، مما وضع المسلمين في موقف عصيب . ثم اختار المسلمين خالد بن الوليد ليكون قائد لهم ، وصمد المسلمين بقية اليوم في المعركة ، وفي الليل نقل خالد ميمنة الجيش إلى الميسرة ، والميسرة إلى الميمنة ، وجعل مقدمة الجيش موضع موخرة الجيش ، ومؤخرة الجيش موضع مقدمته ، ثم أمر طائفة بأن تثير الغبار ويكثرون الجلبة خلف الجيش حتى الصباح . وفي الصباح فوجئ جيش الروم والغساسنة بتغير الوجوه والأعلام عن تلك التي واجهوها بالأمس ، إضافة إلى الغبار والجلبه ، فظنوا أن مددًا قد جاء للمسلمين ، في ذلك الحين أمر خالد بن الوليد جيشه بالانسحاب . وخشي الروم أن يلاحقوهم ، خوفًا من أن يكون الانسحاب مكيدة وبذلك ، نجح خالد بن الوليد في أن يحافظ على ما بقى من فرسان جيشه ، قبل أن يبادوا إبادة شاملة ، وقد حارب خالد بن الوليد بشجاعة في تلك الغزوة ، وكسرت في يده تسعة أسياف ، وبعد أن عاد إلى يثرب ، أثنى عليه محمد رسول الله ولقبه بسيف الله المسلول . وبعد فتح مكة ببضعة أيام ، ذهب خالد بن الوليد بأمر من رسول الله صلّ الله عليه وسلم ، ومعه عدد من الفرسان إلى الكعبة ليحطم الأصنام التي كان يعبدها المشركون ، فحطم خالد بن الوليد بسيفه الصنم العزى ، الذي كان يعبده أبوه الوليد بن المغيرة . وكان أول انتصارات خالد بن الوليد العظيمة ، التي حققها في معركة اليمامه ، فقد تمكن من هزيمة الجيش الضخم الذي أعده مسيلمة بن تمامة الحنفي ، والذي عرف فيما بعد بمسيلمة الكذاب لأنه ادعى النبوة . وقد حقق أيضا خالد بن الوليد انتصارًا عظيمًا يعد من أعظم المعجزات فى تاريخ الحروب ، اذ تمكن القائد العظيم خالد بن الوليد من إزالة سلطان الروم عن فلسطين والشام وشمال افريقيا ، وتحطيم دولة الفرس وكان ذلك في مدة سبع سنوات فقط . وفي العام الثاني عشر من الهجرة ، أي بعد وفاة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام بسنة واحدة ، وبعد انتهاء مهمته في حروب الردة ، سار القائد العظيم خالد بن الوليد على رأس جيش المسلمين متوجها الى العراق . وقد التقا خالد بن الوليد بجيوش فارس في ستة عشر معركة ، وقد حقق نصرًا عظيمًا بمهارته في فنون القتال وإتقانه لها وحسن قيادته ، بالرغم أنه في عدد ليس بالقليل من هذه المعارك كانت جيوش المسلمين لا تتجاوز عشر جيش الفرس ، فقد كان يبث في قلوب جنوده الإيمان بالله تعالى . وقد أرسل خالد بن الوليد ذات مرة برسالة إلى قائد جيوش الفرس وكان اسمه هرمز كتب له فيها لقد جئتك بقوم ، يحبون الموت في سبيل الله تعالى كما تحبون أنتم الحياة لمتاعها الزائل . وفي إحدى المعارك طلب قائد الفرس قارن بن قريانس قبل بداية المعركة ، أن يقوم بمبارزة خالد بن الوليد ، فرحب بذلك ، وانتهت المبارزة بقتل قائد الفرس وانسحاب جيشه ، وانتصارات خالد بن الوليد كثيرة ، فقد هزم جيش الروم في موقعة دومة الجندل ، ثم انطلق نحو الشام حيث خاض موقعة فاصلة بينه وبين الروم في موقعة اليرموك وقد بلغ عدد القتلى من الروم في موقعة اليرموك ثمانين ألفا . وقد قال هرقل قائد الروم في ذلك الوقت مودعًا الشام بعبارته اليائسة الشهيرة وداعًا يا شام وداعًا ليس بعده من لقاء ، ولكن الروم تمسكوا بقلاعهم في مدينة قنسرين المدينة المنيعة الحصون بالشام ، ورفضوا الاستسلام لخالد بن الوليد بعد أن حاصر قلاعهم ، فقال خالد بن الوليد قولته الشهيرة : لو كنتم في السحاب لحملنا الله سبحانه وتعالى إليكم ، أو لأنزلكم إلينا ، فكم كان قدر ايمان خالد بن الوليد بالله سبحانه وتعالى ، وبالفعل نجح خالد بن الوليد باقتحام قلاع الروم بجيشه ، وألحق بهم هزيمة فادحة . العزل وأسبابه: ولقد خشي عمر بن الخطاب أن يفتن خالد بن الوليد الناس به خاصة بعدما سمع أن الناس حينما يعرفون أن خالد هو قائد المعركة يقولون انتصارنا ، فقرر عزلة حتى يعتمدوا على الله تعالى ، وأن الله سبب النصر وحده . وتم تعين أبا عبيدة بن الجراح بدلًا منه ، وعلى الرغم من شعبية خالد بن الوليد وحب الجيش إلا أنه كان رجلًا عسكريًا مخلصًا للإسلام ، فقد أطاع الأمر على الفور ، فحين أتى له أبا عبيدة الجراح برسالة عمر بن الخطاب له بالعزل ، فما كان منه إلا أن قال ما دام عمر بن الخطاب قد أصبح خليفة المسلمين ، فما أنا إلا جنديا مطيعًا لخليفة الله في الأرض ، وما أنا بالذي يعصي أمير المؤمنين ، أو يفسد وحدة المسلمين ، فاصنع فيّ أبا عبيدة ما بدا لك ، وانتهت مسيرته العسكريه حين ذاك . فقد تناسا خالد بن الوليد أمجاده وانتصاراته التي اعتبرها حقًا للمسلمين جميعا وليست له وحده قال له عمر بن الخطاب يا خالد والله انك لكريم ..وانك الىّ لحبيب . وفاته: عاش خالد بن الوليد في مدينة حمص حتى توفى عام (21هـ – الموافق 642م ) ، وقد حزن على موته المسلمون حزنًا شديدًا ، وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، من أشد الناس حزنًا على وفاة خالد بن الوليد رضي الله عنه . ويروي البعض أن آخر ما ردده خالد بن الوليد وهو على فراش موته العبارة الشهيرة : لقد شهدت مئة زحف أو زهاءها ، وما في بدني موضع شبر ، إلا وفيه ضربة بسيف أو رمية بسهم أو طعنة برمح ، وها أنا ذا أموت على فراشي حتف أنفي ، كما يموت البعير فلا نامت أعين الجبناء .
في مشفى الأمراض العقلية سأل الطبيب احدالمرضى : هل تستطيع أن تخبرني نحن في أي يوم ..؟ المريض : طبعاً اليوم هو السبت ..! الطبيب : صحيح وغداً ماذا سيكون .. ؟ المريض : سيكون السبت أيضاً. الطبيب : إذا كان الْيَوْمَ يوم سبت وغداً كذلك يوم سبت فمتى يأتي الأحد .. ؟ أجاب المريض : الأحد يأتي عندما يختلف اليوم عن الأمس .. عندما نشعر أننا تقدمنا خطوة للأمام ،عندما تكون عدالة اليوم أكثر من عدالة الأمس ، وظلم اليوم أقل من ظلم الأمس . عندها فقط أيها الطبيب سيأتي الْيَوْمَ التالي.. صدقو حين قالو :خذ الحقيقه من أفواه المجانين🖤♪
✍الصاحب ساحب... لا تصطحب من كان أمره فُرُطًا جلستُ معـه.. طوال الوقت يتحدث عن الملابس والسفريات والمطاعم والسيارات والعقارات والمشتريات وووو.. حتى شعرتُ معه أنّي لا أملكُ شيئاً من هذه الدنيا أما هو فعنده كل شيء. مرة أخرى ألتقيت به فحكا لي عن قوائم مشترياته الجديدة وخروجاته وسفرياته وسيارته الجديدة موديل السنة.. 🤔 أخيـرا.. اكتشفت إكتشافاً خطيـراً.. اكتشفت أنّي برفقته أشعر بنقص، وبدونه أشعر بإمتلاء من هذه الدنيـا.. 👌قررتُ أن أبتعد عنـه. وأنا أفكر بفكرة الإبتعاد، كنت أقرأ في سورة الكهف، فقرأت قوله تعالى: {وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} أسرعت نحو التفسير، ما معنى فُرُطًا؟ فإذا هو من ضيع أمر دينه وتهاون فيه وانشغل بدنياه حتى أصبح كالعقد الذي إنقطع وتفرط.. 🤷أيقنت بصحة قراري. 💥والآن.. فكر في أصحابك! ثق أنك ستأخذ منهم شيء ما. أصحاب الحفّاظ ستحفظ مثلهم القرآن ! أصحاب القرّاء ستقرأ مثلهم أصحاب المبدعين ستبدع كحالهم أصحاب أهل الخير والنفع ستصبح مثلهم العبـرة: أصحب من لا يكون أمره فُرُطًا.. وإلا أصبحت مثله..
🌸ــــ..... ♻️قصة واقعية♻️ طفلان دخلا قبر ابيهما انظرو ماذا وجدا؟؟؟؟ طفل .. عمره لم يتجاوز الثمانية اشهر و شقيقته في الخامسة من عمرها مات ابوهما .. و لحقت به الام بعد فترة قصيرة من الزمن اخذهم العم شقيق الوالد ليشرف على تربيتهما و رعايتهما فلم يكن لديهما قريب غيره .. لم تتحمل زوجة العم عبء الرعاية و التربية و المسئولية فطلبت من زوجها الطلاق او إبعاد الأطفال عنهم .. وقف الزوج فيحيرة من أمره فعليه أن يقرر بقاء زوجته او الأطفال و هداه تفكيره الشيطاني الى حمل اطفال اخيه و تركهما بمقبرة العائلة التي يرقد فيها جثمان امهما وابيهما نعم تركهم احياء الى جوار الأموات اقـــــــفل القبـــــــــر و لكن القدرة الالهية جعلته لا ينتبه الى تلك الفتحةالصغيرة التي تركها في غفلة منه .. فكانت لهما حياة و هواء للتنفس من تلك الفجوة المتروكة عفوا ومضت اربعة ايام قبل ان يكتشف احد امرهما حتى قدمت جنازة في مقبرة مجاورة و بعد انتهاء مراسم الدفن سمع الناس اصوات اطفال يتحدثون و يلهوون بحثوا عن مصدر الصوت حتى وجدوا الطفلين فيالقبر و اخرجوهما و تولت الجهات المسؤولة العناية بهما ثم تم القبض على العم المجرم و سألوه عن سبب جريمته و لماذا لم يضعهما بملجأ او ميتم فلم يجب ! سألوا الطفله كيف عاشت و اخوها اربعة ايام دون طعام او شراب فقــــالت قــــولا عجيــــبا شعرت بقشعريرة القدرة الالهية تعتريني كالكهرباء تسري في عروقي و تجمد دمي قالــــــــت الطفـــــــــلة كانت هناك شجرة مثمرة من جميع انواع الفاكهة و كنت اقطف منها حين اجوع .. أما اخي فكان يبكي حين يجوع فيحضر إليناشيخ كبير ذو لحية بيضاء يحمله بين ذراعيه و يضعه عند امي ليرضع حتي ينام ظللت اردد الشهادة و انطقها ساعات و ساعات في رجفة قلبي كانت هذه قدرة الرحمن و جلاله و معجزاته و عظمته ارسل جنوده و ملائكته الى القبر لإنقاذ أرواح بريئة لا تعرف الشر .. لإنقاذ الانسان من ظلم الإنسان فسبحان الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيزالجبار المتكبر القادر على كل شئ سبحانه ... سبحان الله العظيم ♪🖤