#لقمان_الحكيم ــــــــــــــــــــــــــــــ لقمان هو رجلًا حكيمًا اشتهر بأقواله ونصائحه ، وقد ذُكر في القرآن الكريم وأطلق اسمه على سورة لقمان ، ويقول العرب أن أقواله وحكمه تأتي في مواضعها السليمة. نشأته : اسمه لقمان بن ياعور ولقبه لقمان الحكيم ، ولد في النوبة بمصر وبالتحديد في قرية نوبة الحبشي ، وتميز أهل تلك المنطقة بسواد البشرة والشعر المجعد وخشونة الأقدام ، وكان لقمان الحكيم ابن أخت سيدنا أيوب عليه السلام وابن خالته ، وقيل عنه أنه امتهن مهنة الخياطة والبعض الأخر قال أنه امتهن مهنة النجارة ، وآخرين قالوا أنه عمل فى الرعي ، وقد عاش في زمن سيدنا داود عليه السلام قبل أن يكون نبيًا . وقيل عنه قصة تدل على فطنته وحكمته أنه عندما جاءه سيده يومًا بشاه وطلب منه أن يذبحها ويأتي له بأطيب ما فيها ، قام بذبحها وذهب له بكلًا من اللسان والقلب وقال هذا أطيب ما فيها ، ثم ذهب له في اليوم الثاني بشاه وقال له أن يأتي له بأخبث ما فيها ، فذهب له بالقلب واللسان مرة أخرى ، تعجب سيده مما فعل وسأله كيف يكون القلب واللسان هو أطيب ما في الشاه وأخبث ما فيها في آن واحد ، فقال له لقمان الحكيم : ليس شيئاً أطيب منهما إذا طابا ولا شيء أخبث منهما إذا خبثا ، ووقتها حرره سيده لحكمته وذكائه . يقال أن لقمان تعلم الحكمة من سيدنا داود عليه السلام كما وهبه الله من العلم والحكمة ما جعله خليفة في الأرض ، وكان لقمان يتدخل في حل المنازعات وعمل قاضيًا لبني إسرائيل ومن بعد ذلك أصبح قاضي القضاه وتحول من أضعف خلق الله إلى افضلهم وأعلاهم . اُشتهر لقمان بوصاياه الحكيمة لإبنه التي ذكرها القرآن الكريم في سورة لقمان لعظمتها وقيمتها ومن هذه الآيات قول الله تعالى : {وَلَقَدْ آَتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (12) وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (13) وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14) وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (15) يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ (16) يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (17) وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (18) وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ (19) } سورة لقمان . ومن أهم تلك الوصايا التى أوصاها لأبنه : أن يقول رب أغفر لي كثيرًا فإنه يوجد لله ساعة لا يرد فيها داعي ، وأن يكثر من مجالسة العلماء لأن ذلك يحي القلوب الميتة كما يحي الله الأرض الميتة بما يرسل من السماء ، وحدث ابنه عن الآخرة وقال أنها أقرب للإنسان من الدنيا وذلك لأن الإنسان يسير نحوها ويبتعد عن الدنيا . ونصحه بعدم تأخير توبته لأن الموت يأتي في غفلة ، وأن يتقي الله سبحانه وتعالى وألا يظهر خشيته من الله للناس حتى لا يمجدوه ويكرموه وفي قلبه فجرٌا لله ، وقال له أن يتجنب الكذب ، وألا يأكل حتى يشبع فالخير له أن يعطيه للكلب على أن يأكل حتى الشبع. وطلب منه أن يلزم الجهاد لأنه قمة الإسلام لله تعالى ، وأن يجعل من تقواه لله تجارة فإن الإنسان يحصل على ربحه من التقوى بدون شراء بضاعة ، وأن يغلب الشيطان بيقينه بالله خاصة إن جاء من باب الشك ويغلبه بالقبر والقيامة وذلك إن جاء من باب السآمة ، وأخبره أن الدنيا متروكة في حال إن جاء من باب الرغبة والرهبة . 🌷🌷🌷🌷 ــــــــــــــــــــ
رفضته كل النساء فتزوج أجملهن قصه واقعية عن رجل ✍🏻يقول الشيخ ,من القصص التي مرت عليّ, رجل من حفظه القرآن،وكان صالح من الصالحين ،والرجل مستقيم على طاعة الله ، كفيف البصر, فقلت له, لماذا لا تتزوج? ,فقال,المسألة كذا, يعني الأمور المادية , فقلت له ,أصدق مع الله واقرع باب الله وأبشر بالفرج، قال لي , لقد عشت فقيراً والدي فقيراً وأمي فقيرة ونحن فقراء غاية الفقر ، وكنت منذ أن ولدت أعمى دميماً ( أي سيء الخِلْقة ) قصيراً فقيراً ,وكل الصفات التي تحبها النساء ليس مني فيها شيء , فكنت مشتاقاً للزواج غاية الشوق ، ولكن إلى الله المشتكى حيث إني بتلك الحال التي تحول بيني وبين الزواج ، فجئت إلى والدي ثم قلت ,يا والدي إني أريد الزواج ، فَضَحِك الوالد ، ثم قال, هل أنت مجنون، مَنِ الذي سيزوجك ، أولاً, أنك أعمى ، وثانياً, نحن فقراء ، فهوّن على نفسك، ويقول عمري قرابةً أربع وعشرين أو خمس وعشرين, فذهبت إلى والدتي أشكو الحال لعلها أن تنقل إلى والدي مرة أخرى وكدت أن أبكي عند والدتي, فإذا بها مثل الأب قالت يا ولدي تتزوج أنت فاقد عقلك ,الزوجة من أين الدراهم وكما ترى نحن بحاجة في المعيشة ماذا نعمل وأهل الديون يطالبوننا صباح مساء فأعاد على أبيه ثانية وعلى أمه ثانية بعد أيام وإذا به نفس القضية يقول ليلة من اليالي قلت عجباً لي أين أنا من ربي أرحم الراحمين أنكسر أمام أمي وأبي وهم عجزه لا يستطيعون شيئاً ولا أقرع باب حبيبي وإلهي القادر المقتدر يقول صليت في آخر اليل كعادتي ورفعت يدي إلى الله عز وجل, فقلت, إلهي يقولون, أني فقير ، وأنت الذي أفقرتني ؛ ويقولون ,أني أعمى ، وأنت الذي أخذت بصري ؛ ويقولون, أني دميم ، وأنت الذي خلقتني ؛ إلهي وسيدي ومولاي لا إله إلا أنت تعلم ما في نفسي من وازع إلى الزواج وليس لي حيلةٌ ولا سبيل, اعتذرني أبي لعجزه وأمي لعجزها ، اللهم إنهم عاجزون ، وأنا أعذرهم لعجزهم ، وأنت الكريم الذي لا تعجز ,إلهي نظرةً من نظراتك يا أكرم من دُعي ,يا أرحم الرحمين, قيَّض لي زواجاً مباركاً صالحاً طيباً عاجلاً تريح به قلبي وتجمع به شملي, دعا بدعواته ، يقول, وعيناي تبكيان ، وقلبي منكسر بين يدي الله . يقول ,فكنت مبكراً بالقيام ونعَسْت ، فلمَّا نعَسْت, فرأيت في النوم أني في مكانٍ حارٍّ كأنها لَهَبُ نارٍ,وبعد قليل ، فإذا بخيمةٍ نزلت عليّ بالرؤيا من السماء ، خيمة لا نظير لها في جمالها وحسنها ، حتى نزَلَت فوقي ، وغطتني وحدَثَ معها من البرودة شيءٌ لا أستطيع أن أصفه من شدة ما فيه من الأنس ، حتى استيقظت من شدة البرد بعد الحر الشديد ، فاستيقظت وأنا مسرور بهذه الرؤيا ,من صباحه ذهَبَ إلى عالم من العلماء معبِّرٍ للرؤيا ؛ فقال له ,يا شيخ رأيتُ في النوم البارحة كذا وكذا ، قال الشيخ, يا ولدي أنت متزوج وإلاّ لم تتزوج, فقال له, لا واللهِ ما تزوجت, قال ,لماذا لم تتزوج ، قال, واللهِ يا شيخ كما ترى واقعي رجل عاجز أعمى وفقير ,والأمور كذا وكذا . قال يا ولدي البارحة هل طرقتَ بابَ ربِّك ,فقلت ,نعم لقد طرقتُ بابَ ربي وجزمت وعزمت,فقال الشيخ, إذهب يا ولدي وانظر أطيبَ بنتٍ في خاطرك واخطبها ، فإن الباب مفتوح لك ، خذ أطيب ما في نفسك ، ولا تذهب تتدانى وتقول,أنا أعمى سأبحث عن عمياء مثلي ,وإلا كذا وإلا كذا ، بل أنظر أطيب بنت فإن الباب مفتوح لك,فكرتُ في نفسي ، ولاَ واللهِ ما في نفسي مثل فلانة ، وهي معروفة عندهم بالجمال وطيب الأصل والأهل ، فجئت إلى والدي فقلت, لعلك تذهب ياوالدي إليهم فتخطب لي منهم هذه البنت ، فعل والدي معي أشد من الأولى حيث رفض رفضاً قاطعاً نظراً لظروفي الخَلْقِية والمادية السيئة لاسيما وان من أريد أن أخطُبَها هي من أجملِ بناتِ البلد إن لم تكن هي الأجمل، فذهبت بنفسي ، ودخلت على أهل البنت وسلمت عليهم ، فقلت لوالدها,أنا أريد فلانة ، قال ,تريد فلانة ، فقلت, نعم ، فقال ,أهلاً واللهِ وسهلاً فيك يا ابنَ فُلاَنٍ ، ومرحباً فيك مِنْ حاملٍ للقرآن,ويا ولدي لا نجِد أطيبَ منك ، لكن أرجو أن تقتنع البنت ؛ ثم ذهَبَ للبنت ودخل عليها وقال ,يا بنتي فلانة ,هذا فلانٌ ، صحيحٌ أنه أعمى لكنه مفتِّحٌ بالقرآن ,معه كتاب الله عز وجل في صدره ، فإنْ رأيتِ زواجَه منكِ فتوكلي على الله ,فقالت البنت ,ليس بعدك شيء ياوالدي ، توكلنا على الله , وخلال أسبوع فقط ويتزوجها بتوفيق الله وتيسيره فاعلم ان فضل الله عليك بكثير .. وليس اوسع من رحمته شيئا ويخلف الله الظنون .. ويوفق ويرفع من عطر لسانه بذكره
بيت لفراشة المدرسة ذكرت إحدى المعلمات حادثة حصلت لها قبل أكثر من ٢٠ سنة.. وهي أنها كانت مشرفة على مقصف المدرسة وكان من عادتها أنها بعد انتهاء الفسحة .. تجلس تعد النقود وتحسب الربح وتتفقد الناقص وغيرها من متطلبات المقصف .. وكانت تعاونها إحدى الفراشات.. وكانت إمرأة مسكينة ضعيفة الحال تعول أبناءها الأيتام.. تقول المعلمة .. كنت ذات مرة أعد النقود وأغلبها ريالات.. لأن الطالبات ابتدائي ، وكانت الريالات أمامي كثيرة.. فكنت أمازح الفراشة وأقول لها تخيلي يا أم فلان لو هذه الريالات تحولت لخمس مئات .. فقالت : الله أكبر ثم قلت تخيلي لو صارت لك فقالت : يا الله من فضلك فقلت : طيب وش بتسوين بهالفلوس يا أم فلان؟ أجابت بسرعة : أشتري بيت يضفني أنا وهالأيتام ويريحني من هالأجار تقول المعلمة .. ضحكت وقلت : وييييين ياام أفلان؟!! البيوت ماعاااااد يقدرون عليها الميسورين !!! كيف عاد بغيرهم ؟!!! فاجأتني الفراشة بأنها نظرت لي نظرة قوية وقالت : ماطلبته منك يا أبلى فلانة طالبته من الله سبحانه .. اللي رفع سبع فأفحمني ردها .. انتهينا من المقصف .. وأكملت يومي الدراسي حتى انتهى .. وعدت لمنزلي .. فلما حان وقت العصر .. أخذت بنياتي وذهبت لزيارة والدتي .. وكنت أراها أثناء جلستنا تتردد على الهاتف .. ومشغولة بالاتصالات .. فسألتها : مالخبر يا أمي؟ قالت : فلانة قريبتنا التي طُلقت .. جمعنا لها مالاً لنشتري لها بيتاً .. وقد تم ذلك .. ولكن حين اشترينا البيت .. اتصلت تخبرنا أنها ولله الحمد تصالحت مع زوجها وعادت لبيتها .. والآن أستشير الأقارب .. وكلهم يقولون أخرجنا المال لله فلانريد استرجاعه بل يصرف في الخير .. ولاندري ما نفعل به انطلقت المعلمة بلا شعور ..تحكي لوالدتها عن الفراشة المسكينة أم الأيتام وحالهامع الأجار وتعبها في توفيره وأمنيتها بالبيت فعادت أمها تتصل بالأقارب وتسألهم عن رأيهم فاتفقوا أنه يعطى للفراشة المسكينة .. تتحدث المعلمة عن نفسها فتقول :سبحان الله .. لقدكان هذا الحدث درساً لي في الثقة بالله وحسن الظن به .. أنا التي كنت في وقت الضحى أضحك عليها وأقول من أين لك البيت .. أنا بنفسي وفي نفس اليوم .. آخذها لِنَمُرَّ على المكتب العقاري .. وتوقع العقد .. وتستلم البيت ما أعظم فضل الله وما أحسن التعلق به وسؤاله من فضله يدبر لك الأمور ويرزقك من حيث لا تحتسب لِنُلِحَّ في الدعاء .. ولنتحرَ أوقات الإجابة .. فربنا تعالى قال في كتابه الكريم : ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ
📝 قصة من مواقف الفاروق وأم سلمة يوم الحديبية . -------------------------------------------------------- قصة عمر وأم سلمة يوم الحديبية يقول المولى عزوجل في تحريم القتال بالبيت الحرام ؛ {وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّىٰ يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ ۖ فَإِن قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ ۗ كَذَٰلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ} فلعلهم حين تأتي أشهر التحريم أو يأتي مكانه يستريحون من الحرب ، فيدركون لذة السلام وأهمية الصلح ، فيقضون على أسباب النزاع بينهم دون حرب ، فسعار الحرب يجر حربًا ، بينما تجر لذة السلام وراحة الأمن وهدوء الحياة ، ميلاً للمصالحة وفض النزاعات دائمًا بالطرق السلمية. والمتأمل في هذه الأماكن التي حرمها الله يجدها على درجات ، وكأنها دوائر مركزها بيت الله الحرام ، وهو الكعبة ثم المسجد الحرام حولها ، ثم البلد الحرام وهي مكة ، ثم المشعر الحرام وهو مزدلفة ؛ والذي يأخذ جزءً من الزمن فقط في أيام الحج . والكعبة ليست كما يظن البعض بأنها هذا البناء الذي نراه ، وإنما الكعبة هي المكان ، أما هذا البناء فهو المكين ، فلو نقضت هذا البناء القائم الآن فمكان البناء هو البيت ، هذا مكانه إن نزلت في أعماق الأرض أو صعدت في طبقات السماء . وبالعودة إلى ما دار بين المسلمين والكافرين يوم الحديبية ، نجد أن الكافرون قد صدوا المسلمين عن بيت الله الحرام وهم على مرمى بصر منه ، مما تسبب في احتقان المسلمون ورأى بعضهم أن يدخلوا مكة عنوة ، ورغمًا عن الكفار . ولكن كان بين رسل الله صلّ الله عليه وسلم ظن سر بينه وبين المولى عزوجل ، فنزل على شروط الكفار وعقد صلحًا معهم عُرف بصلح الحديبية ، ذلك الصلح الذي أثار حفيظة الصحابة وعلى رأسهم عمر بن الخطاب ، فقال لرسول الله ؛ يا رسول الله ألسنا على الحق ، فقال النبي عليه الصلاة والسلام بلى ، فقال عمر أليسوا هم على باطل ؟ قال النبي بلى ، قال عمر فلم نعطى الدنيّة في ديننا. وكان من بنود هذا الصلح أنه إذا دخل أحد الكفار إلى صفوف المسلمين وأسلم يرده محمد ، أما إذا دخل أحد المسلمين صفوف الكفار وصار من بينهم ، فلا يردوه ، وكان للسيدة أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها ، موقفًا عظيمًا في هذه الشدة ، ورأي سديد أعاد الرجال إلى الرشد والصواب ، حيث عاد رسول الله الأمين إلى فسطاطه مغضبًا ، وقال لأم سلمة ؛ هلك المسلمون يا أم سلمة ، لقد أمرتهم فلم يمتثلوا ؛ أي أمرتهم بالعودة هذا العام دون أداء العمرة. فقالت له السيدة أم سلمة ، يا رسول الله إنهم مكروبون فقد منعوا من بيت الله وهم على مرمى بصر منه ، ولكن اذهب إلى ما أمرك به المولى عزوجل ، فأفعل فإذا رأوك قد فعلت عرفوا أن الأمر عزيمة ، وبالفعل أخذ رسول الله صلّ الله عليه وسلم بالنصيحة فذهب فحلق وذبح هدية ففعل الناس مثله ، وانتهت هذه المسألة. ولكن قبل أن يعودوا إلى المدينة أراد الله أن يبين الحكمة من قبول رسوله لشروط المشركين ، رغم أنها ظالمة ومجحفة كثيرًا أمامهم ، فأولاً عقد هذا الصلح قد ساعد في الاعتراف بسيدنا محمد ومكانته ومنزلته ، وأنه قد صار مساويًا لهم وهذا مكسب عظيم . وثانيًا ؛ اتفق الطرفان على إيقاف القتال بينهما عدة سنوات ؛ مما ساعد المسلمين على استقبال الوفود ونشر دين الله ، وثالثًا ؛ أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يستطيع أن يقتل الكفار جميعًا ، ويدخل مكة رغمًا عن أهلها ، ولكن ماذا بشأن المسلمين الذين يسترون إيمانهم بين الكفار ؟ فقد كان سينالهم نصيب مما يصيب الكفار . 🍃📖 قصص إسلامية 📖🍃
التضحية الكبرى تدهورت صحتها في تلك المنطقة البعيدة ، فقرر الأبناء إحضارها إلى المدينة التي يسكنونها، حيث أعمالهم وبيوتهم ، تدخل المستشفى وتتحسن قليلًا ، وتُشَمِّر ابنتها الوحيدة عن ساعديها ، وتفرغ نفسها تمامًا لرعاية والدتها، تساعدها على تناول طعامها وشرابها ، ولا تنسى موعد دوائها ، وتقرأ عندها بعض الكتب النافعة ، تدخل السرور على نفسها ببعض الأخبار المحيطة ، وتفتح معها أحيانا صفحات الماضي، وتذكرها بالمواقف الطريفة التي مرت بهما . يحضر الأبناء يوميا للزيارة ، وقد انحصر دورهم في التلفظ ببعض عبارات المجاملة المجردة : - كيف حالكم ؟! - هل تحتاجون شيئًا ؟! - نحن في الخدمة. وهكذا كل يوم ، ومن ثم ينطلق كل منهم إلى عالمه الخاص ، إلى عمله وبيته، وزوجته ، وأولاده. يمر اليوم تلو الآخر ، وزوج الابنة ينتظر عودتها إلى بيتها وأولادها العشرة ، فقد أعياه التعب من تحمل مسئوليتهم ؛ وهو يشعر بالمرارة لتنصل إخوة زوجته من مسئوليتهم ، وتهربهم من العناية بوالدتهم سواء في المستشفى أو البيت. تحسنت حالة الأم ، وجاء دور الأبناء لاحتضانها في بيوتهم في أواخر أيامها، وتهيئة الجو المريح لها، ولكنهم لاذوا بالصمت ، وكانوا في قرارة أنفسهم سعداء لطيبة شقيقتهم ، وتفانيها في خدمة والدتهم ، ففي برها تغطية لعقوقهم ، وفي تحملها للمسئولية فتحت المجال أمامهم واسعًا للتهرب بصمت ، فهم أمام المجتمع أولاد بارون يبذلون الغالي والنفيس ، ولكن الواقع المرير الذي تعيشه الأم ، يقرُّ بحياتها المأساوية ، وينطق بالحقيقة الصامتة ، ويعلن بصمت وجل خسارة أبنائها، وحرمانهم من أجر البر. فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «رغم أنفه ، ثم رغم أنفه ، ثم رغم أنفه، فقيل : من يا رسول الله ؟ قال : من أدرك والديه عند الكبر أحدهما أو كليهما ثم لم يدخل الجنة» [أخرجه مسلم] . يتغافل زوج الابنة إخوة زوجته ، ويحضر إلى المستشفى ، يناقش زوجته في الوضع ، ويذكرها بمسئوليتها تجاه بيته وأولاده ، ويذكرها بمسئولية إخوتها تجاه والدتهم ، فترفض طلبه في مفاتحة إخوتها في الأمر ، ولكنه يصر على طلبه، ويهددها إن لم تذعن لطلبه ، تجهش بالبكاء بضعف ظاهر ، وتدرك الأم الوضع الذي وقعت فيه ابنتها ، وتجهش الأخرى بالبكاء ، لقد اعتادت على قرب ابنتها في هذه الفترة الحرجة ، وتعرف جيدًا أنه ليس في أولادها من هو بار بها مثل ابنتها. تمر الأيام ، ويحضر زوج الابنة إلى المستشفى في الوقت الذي يتوقع فيه اجتماع إخوة زوجته عند والدتهم ، يلمح ببعض الجمل والكلمات ، ويصرح ببعض ما آل إليه حال بيته وأطفاله في ظل غياب زوجته ، ويبين ضرورة عودتها إلى بيتها، وأن الوالدة إنما هي مسئولتهم فقط ، وشيئًا فشيئًا بدأ الكلام بوضوح ، وبدأت السحب تنقشع عن واقع هذه المأساة ، وقد فهم الأبناء هذه اللحظة المغزى من كلامه ، واستوعبت عقولهم المطلوب ، ولكن الهوى والشيطان كانا لهم بالمرصاد لكل إجراء صحيح. تعالت الأصوات معارضة لكل كلمة تفوه بها ، وكانت الحجة بأن الأم قد اعتادت على قربها ، ولا تريد سواها لخدمتها ، متناسين أن الأم لم تجد سواها لخدمتها بصدق وإخلاص ، عندها هب الزوج منتفضًا من مكانه ، وقد اتهمهم بالتهرب من مسئولية قد فرضها الله عليهم، وإلقائها كاملة على أختهم التي لا حول لها ولا قوة. تعالت الأصوات ، وتبادلوا الاتهامات ، والأم وابنتها تجهشان بالبكاء ، وصار للغرفة جلبة شديدة ، فهذا يتهم ، وهذا يدافع ، وهذا يرد ، والنتيجة أنه ليس من حل أمامهم إلا استمرار شقيقتهم في مراعاة الوالدة مهما تكن النتائج ، فقد رفضوا مبدأ أخذها إلى بيوتهم ، ولم تعجبهم فكرة استئجار سكن خاص بها مع وضع من يخدمها، كما رفضوا فكرة التناوب على خدمتها بحجة ارتباطهم بأعمالهم ووظائفهم. أدرك الزوج أن الأبواب قد أوصدت كلها في وجهه ، وأنه ما من حل مناسب معهم، وأنهم يرفضون أيضا مبدأ التعاون في خدمة والدتهم ، فسأل زوجته عن قرارها أمامهم ، وجعل الحل كاملًا بيدها ، نظرت إلى إخوتها وعيونهم تنطق بالعقوق ، فنطق لسانها بالبر وقالت : إن لم يتهيأ لوالدتي من يخدمها بصدق وإخلاص فلن أفرط في ذلك ، ولن أدعها نهباً للحسرة والألم في هذه الفترة. يخرج الزوج غاضبًا ، ويبتسم الإخوة وهم يستشعرون نشوة الانتصار ، وكانت نتيجة انتصارهم المصطنع بعد أيام ، ورقة طلاق شقيقتهم وصلتها في المستشفى، استلمتها على مرأى ومسمع من والدتها، والتي زادت آلامها آلامًا جديدة. المصدر : (أبناؤنا بين البر والعقوق)
الأصدقاء الثلاثة كان في مدينتنا قديما ثلاثة أصدقاء، طبعوا على الوفاء والتسامح والإخلاص. وكان كل واحد منهم يمدّ يد المعونة في حال عوزه أو فقره. كما كانوا لا يفارق الواحد منهم الآخر. فمجالسهم واحدة، وسهراتهم واحدة، وأكثر أوقات فراغهم يقضونها معا. وكان واحد من الثلاثة ميسور الحال، أقبلت عليه الدنيا، رغيد العيش، إلا أنه كان لا يحب أن يعيش هكذا وحده دون صديقيه. فغالباً ما كان يمدّ لهما يد المساعدة من غير منّة أو كدر. وكان الصديقان لا ينسيان معروف صديقهما. فما إن يتوفر لدى أحد منهما المال حتى يعيده إلى ذلك الصديق الغني الميسور. غير أن هذه الأمور غير ذات قيمة أمام العاطفة التي كان يظهرها كل منهم للآخر إذا ما أصيب بمرض أو مرّت عليه فترات حزن أو مصاعب. وهنا تعرف الصداقة عندما يبتعد الصديق عن أنانيته وحبه لذاته ويكون وفيّا ودودا لصديقه. وبما أن الصديق الميسور لم يكن بحاجة إلى البحث عن عمل ليحصل رزقه، فقد بقي في هذه المدينة. أمّا صديقاه فودّعاه في يوم، وسافر كل منهما إلى مكان يسعى فيه وراء الرزق الحلال الشريف. كان الوداع مؤثّرا. ثلاثة أصدقاء يودع الواحد منهم الآخر بعد أن عاشوا معا فترة طويلة، وكل منهم يشعر أنه جزء من الآخر. بقي الصديق الميسور في المدينة، وكان على غناه مبذراً، فظل ينفق دون أن يقيم وزنا لما لديه من مال، حتى رقّت حاشية ماله، وتبدّل الزمان معه، فانتقل من غنى إلى فقر، وباتت عائلته بحاجة إلى المال لتسدّ حاجة طعامها وكسائها. ولكن من أين يأتي الصديق بالمال؟ فصديقاه الآخران قد رحلا، وليس له غيرهما في المدينة. فأمضى أكثر أوقاته حزينا يعاني ألم البعد وحسرة الفقر والحرمان. وفي يوم قالت له زوجته: لماذا لا ترسل يا حامد رسالة إلى أحد صديقيك تخبره فيها مدى حاجتك إلى المال؟ فقال حامد: إني أشعر بالخجل كلما فكرت في أمر كهذا. فقالت الزوجة: غير أنك كنت تساعد كلا منهما في حالة ضيقه، ومن غير أن تشعره أن لك عليه منّة، والصديق عند الضيق. وراحت زوجته تلحّ عليه حتى أقنعته، فبعث برسالة إلى أحد صديقيه يطلب فيها بعض المال. وصلت الرسالة إلى الصديق وحزن حزنا شديدا لحالة صديقه حامد، فأرسل إليه فوراً مبلغاً كبيراً من المال. ومرّت الأيام وإذا بالمال يصل إلى حامد، فيتسلمه مسرورا مقدّرا صنيع صديقه معه مؤكدا لزوجته أن صديقه وكما قالت له، وفيّ له كل الوفاء. غير أن المال الذي وصل إلى حامد لم يبق طويلا لديه، إذ وصلته رسالة من صديقه الثاني يشكو له فيها قلة عمله، وحالة فقره وعوزه، ويطلب إليه فيها أن يمده بشيء من المال لأنه في غربة لا يعرف الناس فيها بعضهم بعضا. رقّ قلب حامد على حال صديقه وأرسل إليه كل المال الذي كان قد تسلمه من صديقه. وعاد حامد إلى ما كان عليه من حاجة، وعادت عائلته تعاني ما تعاني من الجوع والفقر. في هذه الأثناء، تقلبت الحال مع صديق حامد الذي طلبت زوجته أن يرسل إليه رسالة يطلب فيها مساعدته. فكتب إلى الصديق الثاني الذي لم يجد عملا في غربته يطلب إليه فيها أن يمده بشيء من المال. وكان الصديق الذي لم يجد عملا بعد قد تسلّم المال من حامد. وما إن وصلت إليه رسالة صديقه حتى أرسل إليه كل المال الذي تسلمه من حامد. وعندما وصل المال إليه وجد أنه المال الذي سبق له أن أرسله إلى صديقه حامد. وهنا ترك المكان الذي يعمل فيه وعاد إلى المدينة وزار أول من زار حامداً. وفوجئ حامد بعودة صديقه. فكان لقاء من أطيب ما عرفه الصديقان من لقاءات، وقال الصديق لحامد: أتعرف ما وصلنا من صديقنا البعيد؟ وصلني المال الذي أرسلته إليك. وهنا عرف الصديق ما فعله حامد بالمال، فأكبر فيه صداقته، كما أكبرا معا صداقة صديقهما الغائب. ومرّت فترة قصيرة، وعاد الصديق الغائب إلى المدينة. وكانت حال كل منهم قد تحسّنت، فعادوا إلى الحياة التي عاشوها من قبل. وهكذا عرفت فيهم هذه الدنيا مثال الصداقة والنبل والوفاء.