ﺭﺟﻊ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻤﻠﻮﻙ ﺇﻟﻰ ﻗﺼﺮﻩ ﻓﻲ ﻟﻴﻠﺔ ﺷﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﺒﺮﻭﺩﺓ ﻭﺭﺃﻯ ﺣﺎﺭﺳًﺎ ﻋﺠﻮﺯًﺍ ﻭﺍﻗﻔًﺎ ﺑﻤﻼﺑﺲ ﺭﻗﻴﻘﺔ ﺇﻗﺘﺮﺏ ﻣﻨﻪ ﻭﺳﺄﻟﻪ: ﺃﻻ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﺒﺮﺩ؟ ﻓﺮﺩّ ﺍﻟﺤﺎﺭﺱ: ﻧﻌﻢ ﺃﺷﻌﺮ ﺑﻪ ﻭﻟﻜﻨّﻨﻲ ﻻ ﺃﻣﺘﻠﻚ ﻟﺒﺎﺳﺎ ﺩﺍﻓﺌﺎ ﻓﻼ ﻣﻨﺎﺹ ﻟﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺤﻤﻞ. ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﻤﻠﻚ: ﺳﺄﺩﺧﻞ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﺍﻵﻥ ﻭﺃﻃﻠﺐ ﻣﻦ ﺃﺣﺪ ﺧﺪﻣﻲ ﺃﻥ ﻳﺄﺗﻴﻚ ﺑﻠﺒﺎﺱ ﺩﺍﻓﺊ. ﻓﺮﺡ ﺍﻟﺤﺎﺭﺱ ﺑﻮﻋﺪ ﺍﻟﻤﻠﻚ، ﻭﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﺃﻥ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻗﺼﺮﻩ ﺣﺘﻰ ﻧﺴﻲ ﻭﻋﺪﻩ. ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺤﺎﺭﺱ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﻗﺪ ﻓﺎﺭﻕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺒﻪ ﻭﺭﻗﺔ ﻛﺘﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺨﻂ ﻣﺮﺗﺠﻒ: ﺃﻳّﻬﺎ ﺍﻟﻤﻠﻚ، ﻛﻨﺖ ﺃﺗﺤﻤّﻞ ﺍﻟﺒﺮﺩ ﻛﻞ ﻟﻴﻠﺔ ﺻﺎﻣﺪًﺍ، ﻭﻟﻜﻦ ﻭﻋﺪﻙ ﻟﻲ ﺑﺎﻟﻤﻼﺑﺲ ﺍﻟﺪﺍﻓﺌﺔ ﺳﻠﺐ ﻣﻨّﻲ ﻗﻮّﺗﻲ ﻭﻗﺘﻠﻨﻲ - ﻭﻋﻮﺩﻙ ﻟﻶﺧﺮﻳﻦ ﻗﺪ ﺗﻌﻨﻲ ﻟﻬﻢ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﺎ ﺗﺘﺼﻮّﺭ، ﻓﻼ ﺗﺜﺒﻂ ﻫﻤﻤﻬﻢ ﺑﺎﻟﻮﻋﻮﺩ ﺍﻟﺰﺍﺋﻔﺔ. -ﻻ ﺗﺨﻠﻒ ﻭﻋﺪًﺍ ﻷﺣﺪ ﺃﺑﺪﺍ ﻣﻬﻤﺎ ﻛﻠﻔﻚ ﺍﻷﻣﺮ، ﻓﺄﻧﺖ ﻻﺗﺪﺭﻱ ﻣﺎ ﺗﻬﺪﻡ ﺑﺬﻟﻚ... #قصة_اليوم 👆
شيخ كبير عمره ثمانون عامًا ، فجأة في أحد الأيام أصيب باحتباس في البول ، فحمله أبناؤه إلى المستشفى وهناك الطبيب قام بعمل قسطرة ، خرج البول وانتهت آلام الوالد .. توجه الأبناء للطبيب وأخذوا يشكرونه ويثنون عليه كثيرًا .. التفت الأبناء إلى أبيهم ليطمئنوا عليه فإذا هو غارق في البكاء، فأخذوا يهدئونه ويقولون له إن المشكلة انتهت فلمَ البكاء !؟ هدأ قليلا ثم بيّن لهم سبب بكائه بهذه الكلمات: ساعدني الطبيب مرة واحدة فقط واستشعرنا فضله ومعروفه وشكرناه كثيرًا ، وثمانون عامًا يغمرني الله - جل جلاله - بكرمه وإحسانه وستره وبدون الحاجة إلى أية عملية ولم نستشعر فضله ! يقول ابن القيم - رحمه الله - : لو كشف الله الغطاء لعبده، وأظهر له كيف يدبّر الله له أموره، وكيف أن الله أكثر حرصًا على مصلحة العبد من العبد نفسه ، وأنه أرحم به من أمّه، لذاب قلب العبد محبةً لله، ولتقطع قلبه شكرًا لله .. اعتدنا على النِعم حتى إننا إذا سُئلنا عن حالنا قلنا: لا جديد !! فهل استشعرنا تجدّد العافيه وبقاء النِعم !! لك الحمد ربي عدد خلايا أجسادنا المتعافيه وعدد أيامنا التي لا نشكوا فيها وعدد نعمك التي لا نحصيها أسعد الله اوقاتكم وادام علينا نعمه... صباحكم عافية💐 #قصة_اليوم 👆 🌱🌱🌱🌱🌱 #كل_يوم_قصة…..
قصة حاول ان تتشبه بهم ايها القاريء: دخل أحد الأشخاص على رجل من الصالحين .... وقـال له : - أريد أن أعــرف .. أأنا من أهل الدنيا أم من أهل الآخرة ؟.. فرد العبد الصالح : - اذا دخل عليك من يعطيك مالا.. و دخل عليك من يأخذ منك صدقة .. فبأيهما تفرح ؟.. فسكت الرجــل .. فقال العبد الصالح : - - اذا كنت تفرح بمن يعطيك مالا ، فأنت من أهل الدنيا .. وإذا كنت تفرح بمن يأخذ منك صدقة فأنت من اهل الآخرة .... فأخذ الرجل يردد : سبحان الله ..!!! قال العبد الصالح : لذلك كان بعض الصالحين إذا دخل عليه من يريد صدقة ، كان يقول له متهللاً : مرحبا بمن جاء يحمل حسناتي إلى الآخرة بغير أجر .. و يستقبله بالفرحة والترحاب. قال الرجل : إذن أقول : إنا لله وإنا إليه راجعون ..! قال العبد الصالح : لا تيأس من رحمة الله ،، سر في ركابهم تلحق بهم .. إن لم تكونوا مثلهم فتشبهوا بهم إن التشبه بالكرام فلاحُ ،،، - إن جاءك المهموم انصت .. - وإن جاءك المعتذر اصفح .. - وإن جاءك المحتاج انفق .. ليس المطلوب أن يكون في جيبك مصحف ، *ولكن المطلوب أن تكون في أخلاقك آية*.. - هنئيًا لمن يزرع الخير بين الناس .. - إجعل من يراك يدعو لمن رباك .. فنقاء القلب ليس غباء ، إنما ميزة يضعها الله فيمن يحب. #قصة_اليوم 👆 🌱🌱🌱🌱🌱 #كل_يوم_قصة…..
━┅•▣┅━❀🍃🌹🍃❀━┅•▣┅━ قــصـــــ📖ــــة مؤثرة📚 ━┅•▣┅━❀🍃🌹🍃❀━┅•▣┅━ رأت الأم في منامها ابنها يشعل اعواد كبريت ويقربها من عينيه حتى اصبحتا حمراوين استيقظت من نومها وهي تتعوذ من الشيطان الرجيم لكن لم يهدأ بالها وذهبت لغرفه ابنها الذي يبلغ السابعه عشر من عمره لتجده على شاشه الكومبيوتر . وكان ضوء الشاشه ينعكس على النافذه ورأته يرى ما افزعها حقا واثار كل مخاوفها رأته وهو يشاهد فلم إباحي على شاشة الكومبيوتر . أرادت أن تصرخ في وجهه لكنها أقرت الانسحاب خاصه انها دخلت بشكل خافت لم يلاحظه هو رجعت الى فراشها فكرت ان تخبر اباه ليتسلم مسوؤليه تأديب ابنه فكرت ان تقوم من فراشها وتقفل شاشه الكومبيوتر وتوبخه على فعلته وتعاقبه لكنها دعت الله ان يلهمها الصواب في الغد . ونامت وهي تستعيذ بالله وفي الصباح الباكر رأت ابنها يستعد للذهاب الى المدرسه وكانا لوحدهما فوجدتها فرصه للحديث وسألته : عماد مارايك في شخص جائع ماذا تراه يفعل حتى يشبع ؟ فاجاباها بشكل بديهي يذهب الى مطعم او يشتري شيئا ليأكله في منزله . فقالت له واذا لم يكن معه مال لذلك عندها صمت وكانه فهم شيئا ما فقالت له واذا تناول فاتحا للشهيه ماذا تقول عنه فاجابها بسرعه اكيد انه مجنون فكيف يفتح شهيته لطعام هو ليس بحوزته ؟ فقالت له اتراه مجنون انت يابني ؟ اجابها بالتاكيد يا امي فهو كالمجروح الذي يرش على جرحه ملحا فابتسمت واجابته انت تفعل مثل هذا المجنون يا ولدي . فقال لها مستعجبا انا يا امي ؟ فقالت له نعم برؤيتك لما يفتح شهيتك للنساء . عندها صمت واطرق براسه خجل، فقالت له بني بل انت مجنونا اكثر منه فهو فتح شهيته لشئ ليس معه وان كان تصرفه غير حكيم ولكنه ليس محرم اما انت ففتحت شهيتك لما هو محرم ونسيت قوله تعالى {قل للمؤمنين يغضوا من ابصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك ازكى لهم} عندها لمعت عينا ابنها بحزن وقال لها حقا يا امي انا اخطات وان عاودت لمثل ذلك فانا مجنون اكثر منه بل واثم ايضا اعدك باني لن اكررها . اللهم احفظ ابناءنا و بناتنا وزينهم بالعفاف والتقوى #قصة_اليوم 👆 🌱🌱🌱🌱🌱 #كل_يوم_قصة…..
ليس في القوم عمر روى المؤرخون أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه المعروف بشدته وقوة بأسه كان يعد موائد الطعام للناس فى المدينة ذات يوم فرأى رجلا يأكل بشماله فجاءه من خلفه ، وقال : _ يا عبدالله كل بيمينك .. _ فأجابه الرجل : يا عبدالله إنها مشغولة . فكرر عمر القول مرتين فأجابه الرجل بنفس الاجابة .. !! فقال له عمر : وما شغلها ؟ فأجابه الرجل : أصيبت يوم مؤتة فعجزت عن الحركة .. !! _ فجلس إليه عمر وبكى وهو يسأله : من يوضئك ؟ ومن يغسل لك ثيابك ؟ ومن يغسل لك رأسك ؟ ومن .. , ومن .. , ومن .. ؟ ومع كل سؤال ينهمر دمعه .. ثم أمر له بخادم وراحلة وطعام وهو يرجوه العفو عنه لأنه آلمه بملاحظته على أمر لم يكن يعرف أنه لا حيلة له فيها .. !! هكذا تصنع القوانين ... * كان يخرج ليلا في شوارع المدينة وأزقة الحواري لا ليتلصص على رعيته ولكن ليتفقد حالها .. !! _ ذات مساء إذ بإعرابية تناجي زوجها الغائب وتنشد في ذكراه شعراً : لقد طال هذا الليل واسود جانبه وأرقني إذ لا حبيب ألاعبه .. فلولا الذي فوق السماوات عرشه لزعزع من هذا السرير جوانبه .. _ فيقترب أمير المؤمنين ثم يسألها من خلف الدار : ما بك يا أختاه ؟ _ فترد الإعرابية : لقد ذهب زوجي إلى ساحات القتال منذ أشهر وإني إشتاق إليه . * فيرجع أمير المؤمنين الى دار إبنته حفصة رضي الله عنها ويسألها : كم تشتاق المرأة الى زوجها ؟ وتستحى الإبنة وتخفض رأسها فيخاطبها متوسلا : إن الله لا يستحي من الحق ولولا أنه شئ أريد أن أنظر به في أمر الرعية لما سألتك .. !! فتجيب الإبنة : أربعة أشهر أو خمسة أو ستة . _ ويعود الفاروق إلى داره ويكتب لأمراء الأجناد ( لاتحبسوا الجيوش فوق أربعة أشهر ) .. ويصبح الأمر قانوناً يحفظ للمرأة أهم حقوقها . تابع مسار القانون لم يصغه الجهاز التنفيذي للدولة بل صاغه المجتمع ( الإعرابية وحفصة ) وإعتمده الجهاز التنفيذي للدولة لينظم به المجتمع ....... هكذا تَشكَّل ( قانون المرأة ) .. * والفاروق ذاته رضي الله عنه يواصل التجوال المسائي متفقداً وليس متلصصاً وإذ بطفل يصدر أنيناً حزيناً فيقترب من الدار ويسأل عما به ؟ فترد أم الطفلة : ( إني أفطمه يا أمير المؤمنين ) حدث طبيعي أُم تفطم طفلها ولذا يصرخ ولكن أمير المؤمنين لا يمضى إلى حال سبيله ؛ بل يحاور أُم الطفل ويكتشف أن الأم فطمت طفلها قبل موعد الفطام لحاجتها لمائة درهم كان يصرفها بيت مال المسلمين لكل طفل بعد الفطام . يرجع الفاروق إلى منزله لا لينام إذ أنين ذاك الطفل لم يبارح عقله وقلبه فيصدر أمراً ( بصرف المائة درهم للطفل منذ الولادة وليس بعد الفطام ) . ويصبح الأمر قانوناً يحفظ حقوق الأطفال ويحميهم من مخاطر الفطام المبكر .... لو لم يحاور الفاروق تلك المرأة لما أصدر قانوناً يحمي حق الطفل في الرضاعة الكاملة .. وهكذا تَشكَّل ( قانون الطفل ) .. * وكان الفاروق يحب أخاه زيداً ، وكان زيد هذا قد قُتل في حروب الردة . ذات نهار بسوق المدينة يلتقي الفاروق وجهاً بوجه بقاتل زيد وكان قد أسلم وصار فرداً في رعيته . يخاطبه الفاروق غاضباً : ( والله إني لا أحبك حتى تحب الأرض الدم المسفوح ) .. !! فيسأله الإعرابي متوجساً : ( وهل سينقص ذاك من حقوقي يا أمير المؤمنين ) .. !! ويُطمئنه امير المؤمنين ( لا ) .. فيغادره الإعرابي بمنتهى اللامبالاة قائلا : ( إنما تأسى على الحب النساء ) ... أي مالي أنا وحبك إذ ليس بيني وبينك غير ( الحقوق والواجب ) !! * لم يغضب أمير المؤمنين ولم يزج به في السجن بل كظم غضبه على جرأة الإعرابي وسخريته وواصل التجوال .. !! لم يفعل ذلك إلا إيماناً بحق هذا الإعرابي في التعبير وبكظم الغضب وهو في قمة السلطة وبفضل شجاعة هذا الإعرابي .. !! تَشكَّل في المجتمع ( قانون حرية التعبير ) .. * ثم إمرأة كانت تلك التي جردته ذات جمعة من لقب أمير المؤمنين حين قالت ( أخطأت يا عمر ) وكانت هذه بمثابة نقطة نظام إمرأة من عامة الناس ترفض قانون المهر الذي صاغه الفاروق عمر .. !! لم يكابر أمير المؤمنين ولم يزج بالمرأة في السجون ولم يأمر بجلدها بل إعترف بالخطأ بالنص الصريح ( أخطأ عمر وأصابت إمرأة ) ، ثم سحب قانونه وترك للمجتمع أمر تحديد المهور حسب الإستطاعة .. هكذا تُصنع القوانين ، أي حسب غايات المجتمع وطموحاته وثقافاته وذلك بالغوص في قاع المجتمع المستهدف بتلك القوانين .. !! فالمجتمع هو مصدر القوانين وليس السلطة (( بما لا يخالف كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم طبعاً )) .. !! لم يتغير الناس ولا الحياة .. ولكن ليس في القوم .. ( عمر ) .. رضي الله عنه !! ليس في القوم عمر #قصة_اليوم 👆 🌱🌱🌱🌱🌱
يوميات في التاريخ الإسلامي العبَّاس بن عبد المطلب -رضي الله عنه- عم رسول الله قال عنه رسول الله (: (هذا العباس أجود قريش كفًّا، وأوصلها) [أحمد]. ويروى أنه أعتق عند وفاته سبعين عبدًا. وكان النبي ( يحبه حبًّا شديدًا، ويقول (: من آذى عمي فقد آذاني، فإنما عم الرجل صنو أبيه (أي مثل أبيه)) [الترمذي]. وقد كان العباس أكبر سنًّا من النبي (، فقد ولد قبله بثلاث سنين، ومن حسن أدبه أنه لما سُئل: أأنت أكبر أم رسول الله؟ قال: هو أكبر، وأنا ولدت قبله) [الطبراني]. وكان العباس من سادة قريش، وكان يتعهد المسجد الحرام، فيسقي الحجاج ويقوم بخدمتهم، وقد ورث ذلك عن أبيه عبد المطلب، وكان قبل إسلامه شديد الحب لرسول الله (، ويقف بجانبه، ويدفع عنه أذى المشركين، وحضر مع النبي ( بيعة العقبة الثانية، ليطمئن عليه ( وهو لم يعلن إسلامه بعد، فلما التقوا، وتواعدوا على أن يكون اللقاء في اليوم التالي، كان العباس أول من أتى، فبايع الأنصار رسول الله ( على النصرة والبيعة، والعباس آخذ بيده. [ابن سعد]. فلما كانت غزوة بدر، أمر الرسول ( المسلمين بأن لا يقتلوا العباس لأنه خرج مستكرهًا، وبعد المعركة استطاع أبو اليسر -رضي الله عنه- أن يأسر العباس، فلما أحضره إلى النبي ( سأله رسول الله كيف أسرته؟ قال أبو اليسر: لقد أعانني عليه رجل ما رأيته قبل ولا بعد هيئته كذا، فقال رسول الله (: (لقد أعانك عليه ملك كريم). [ابن هشام وابن سعد]. وقد خشى النبي ( على عمه، وخاف أن يقتله الأنصار، فأمر عمر أن يأتيهم ويأتي بالعباس إليه، فلبَّتْ الأنصار أمر نبيهم، وتركوا العباس، فقال العباس: يا رسول الله، إني كنت مسلمًا. فنزل قوله تعالى: {يا أيها النبي قل لمن في أيديكم من الأسرى إن يعلم الله في قلوبكم خيرًا يؤتكم خيرًا مما أخذ منكم ويغفر لكم والله غفور رحيم} [الأنفال: 70]. ويروى أن رجلا من الأنصار سبَّ أبا للعباس كان في الجاهلية، فغضب العباس ولطمه، فجاء الأنصاري إلى قومه، فقالوا: والله لنلطمنه كما لطمه، فلبسوا السلاح. فبلغ ذلك النبي ( فصعد المنبر، وقال: (أيها الناس، أي أهل الأرض أكرم على الله؟) قالوا: أنت. قال: (فإن العباس مني وأنا منه، لا تسبُّوا أمواتنا فتؤذوا أحياءنا). فجاء القوم فقالوا: نعوذ بالله من غضبك يا رسول الله. [أحمد وابن سعد والحاكم]. وقد أسلم العباس -رضي الله عنه- قبل فتح مكة، وحضر الفتح، وهو الذي طلب الأمان لأبي سفيان بن حرب، وكان سببًا في إيمانه، واشترك -رضي الله عنه- بعد ذلك في فتوح المسلمين، وكان يوم حنين ممسكًا بلجام بغلة النبي (، وكان ممن التفَّ حول الرسول ( يدافع عنه بعد أن فرَّ أغلب المسلمين، وأخذ العباس ينادى مع رسول الله ( على المسلمين حتى ثبتوا، وأنزل الله عليهم سكينته، وكان النصر العظيم في ذلك اليوم. [مسلم]. وعندما خرج الرسول ( ومعه أصحابه إلى أهل الطائف، عسكر بجيشه في مكان قريب منها، ثم بعث إليهم حنظلة بن الربيع -رضي الله عنه- ليكلمهم، فلما وصل إليهم خرجوا وحملوه ليدخلوه حصنهم ويقتلوه، فلما رأى الرسول ( ذلك، خاف على حنظلة، ونظر إلى أصحابه يحثهم على إنقاذه، وقال: (مَن لهؤلاء؟ وله مثل أجر غزاتنا هذه) [ابن عساكر]. فلم يقم أحد من الصحابة إلا العباس الذي أسرع ناحية الحصن حتى أدرك حنظلة، وقد كادوا أن يدخلوه الحصن، فاحتضنه وخلصه من أيديهم فأمطروه بالحجارة من داخل الحصن، فجعل النبي ( يدعو له حتى وصل إليه ومعه حنظلة، وقد نجا من هلاك محقق. وفي خلافة عمر -رضي الله عنه- أجدبت الأرض وأصابها الفقر الشديد، فخرج الناس إلى الصحراء ومعهم عمر والعباس، فرفع عمر بن الخطاب يديه إلى السماء، وقال: اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبيِّنا فتسقينا، وإن نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا. [البخاري]. فلما استسقى عمر بالعباس، قام العباس ورفع يديه إلى ربه وقال: اللهم إنه لم ينزل بلاء إلا بذنب، ولم يكشف إلا بتوبة، وقد توجه القوم بي إليك لمكاني من نبيك، وهذه أيدينا إليك بالذنوب ونواصينا إليك بالتوبة، فاسقنا الغيث. ولم يكد العباس ينهي دعاءه حتى امتلأت السماء بالغيوم والسحاب، وأنزل الله غيثه، فانطلق الناس يهنئون العباس، ويقولون له: هنيئًا لك ساقي الحرمين. وكان للعباس مكانة كبيرة في قلوب المسلمين، وعظماء الصحابة، فيروى أن أبا بكر الصديق -رضي الله عنه- كان جالسًا بجانب النبي ( فرأى العباس مقبلاً، فقام أبو بكر له وأجلسه مكانه بجوار رسول الله (، فقال النبي ( لأبي بكر: (إنما يعرف الفضل لأهل الفضل أهلُ الفضل) [ابن عساكر]. وكان أبو بكر إذا قابل العباس نزل من على دابته، وسار معه احترامًا وإكرامًا له حتى يصل العباس إلى المكان الذي يريده، وكان علي بن أبي طالب يقبل يد العباس ويقول له: يا عم، ارض عني. وقد كان للعباس ولدان، هما عبد الله بن عباس حَبرْ الأمة، وعبيد الله بن عباس. وتوفي العباس سنة (32هـ)، ودفن بالبقيع، وكان عمره (88) عامًا، وصلى عليه عثمان -رضي الله عنه-. #قصة_اليوم